استوقفت الشارع العنابي يوم السبت صورة تراثية صنعتها شابات من أبناء المدينة وهن تردين "الملاية" عبر وسط مدينة عنابة للإعلان عن افتتاح تظاهرة شهر التراث (18 أبريل-18 مايو). فمن أمام مقر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي انطلقت قافلة تراثية تتقدمها مجموعة من النسوة ترتدين الملاية على الطريقة العنابية لتضع في واجهة اللباس التقليدي الأصيل لأهل المدينة ذلك الرداء الواقي الذي يحن له الجميع ويكن له أسمى التقدير. وكان اعتزازهن كبير وهن ترتدين الملاية من بينهن حنان التي كانت تتقدم موكب اللباس التقليدي لتذكر بأن للملاية قصة مع تاريخ سكان الشرق الجزائري وتقاليدهم وكذا نضالات المرأة إبان الثورة التحريرية المجيدة. وقد جابت القافلة التي بادرت بتنظيمها الجمعية المحلية "الرونق العنابي" بالتعاون مع مديرية الثقافة وشاركت فيها مجموعات من الشباب والشابات وحتى الأطفال بالزي التقليدي العنابي من بينها " القندورة" و "الشاشية" و "السروال" و "البدعية" التي تمثل إحدى صور التراث المادي الذي يتقاسمه سكان المنطقة قبل أن تتوقف بقصر الثقافة والفنون محمد بوضياف لتصنع مشاهد جميلة تحاكي الذاكرة الشعبية. وبالموازاة مع تنظيم هذه القافلة التراثية شهد اليوم الأول من تظاهرة إحياء شهر التراث الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "التراث الثقافي والإقليم" نشطت ندوة فكرية حول "التعابير الشفوية الخاصة بتراث المنطقة" موجهة لمنخرطي النوادي الثقافية لدار الثقافة محمد بوضياف وبحضور أساتذة بالجامعة وعدة جمعيات ثقافية. وعلى مدار شهر ستشهد الساحة الثقافية بعنابة تنشيط لقاءات ثقافية وتنظيم حملات تنظيف لمواقع أثرية بالمنطقة. كما ستنظم ملتقيات و مسابقات وزيارات للمعالم الأثرية التي تزخر بها ولاية عنابة حسب ما أفاد به المنظمون.