كشف رئيس "جمعية الرونق العنابي" التي تهتم بالتراث الشعبي لمدينة عنابة؛ السيد شلالي محمد النذير، عن اهتمامه بتطوير عمل الجمعية وتوسيع نشاطها المتعلق بالترويج لتقاليد بونة الخالدة، مؤكدا على ضرورة إعطاء المشعل للشباب وخريجي الجامعة، لاستكمال مشوار الجيل القديم الذي أعطى الكثير للنهوض بتراث عنابة. أشار المتحدث إلى أن الجمعية تم اعتمادها سنة 2013، وهي تهتم بالتراث المادي واللامادي وتسعى إلى المحافظة على كل ما هو تقليدي، من خلال تجميع التراث العنابي القديم، خاصة بعد خروج بعض القطع التراثية من المنازل القديمة، وهو الأمر الذي أثار قلقه وأعضاء الجمعية، مؤكدين أن جمالية الديكور في البيوت العتيقة تطبعه الأواني النحاسية وبعض المواد المصنوعة من الفخار، بالإضافة إلى الزربية التي تعطي لمسة رائعة لقعدة سكان عنابة في الأفراح والمناسبات المميزة. وأكد رئيس "جمعية الرونق العنابي" أن من بين اهتمامات الجمعية؛ تعريف الجيل الجديد وزوار المنطقة بالعرس المحلي لمدينة عنابة، عن طريق تنظيم معارض على المستوى الوطني تحاكي التراث القديم، وتبرز أهمية "القندورة العنابية" التي فاق عمرها 100سنة، إلى جانب لواحقها من "الشوشنة" و"الدلالة" وبعض الأكسسورات الأخرى. مضيفا أن العائلات العنابية ما تزال تمارس بعض العادات القديمة، خاصة في الأعراس، حيث لا تزال "المستأذنة" تقوم بدورها في دعوة الأصدقاء والأحباب والأهل، رغم بروز بطاقات الدعوة بمختلف ألوانها وأشكالها، إلى جانب الهاتف النقال لدعوة المقربين من العروس والعريس، كما ترتدي المرأة الكعب العالي والملاية المصحوبة بالأكسسورات الخاصة. ويواصل محدثنا قائلا: "رغم تطور الحياة في هذه المنطقة المفتوحة على السياحة، إلا أن "الفقيرات" و"المداحات" عنصران مهمان في أعراس بونة في الماضي والحاضر، منهن "فقيرات دخلة مدحة سيدي عبد القادر" اللائي تصطحبن العروس خلال التصديرة وترافقها سيدتان متزوجتان لعرض لباسها المتكون من عدة قطع ذات اللون الأزرق الفضي والعنابي، وخلال اليوم السابع، كانت ترتدي العروس في القديم "التخليلة" من أجل وضع الحزام العربي، لكن في الوقت الحالي تحتفل العروس العنابية به من خلال ارتداء "قندورة الفتلة" المرصعة بمختلف المجوهرات. أما فيما يخص الأكلات الشعبية، فأشار محدثنا إلى صينية النحاس المزينة ب"المقروض" العنابي و"الغريبية" وحلوى "البقلاوة". وفيما يخص عرس الرجل، اعتبره المتحدث عاديا ولا يختلف عن العصر الحالي، فقط في اللباس المتكون من السروال العربي، "الشاشية العصماني" لونها عنابي، وكذا "الغليلة"، حيث يدخل العريس مع الوزيرين وهما رجلان يصاحبانه بالشموع ويدخلان إلى جانبه على وقع الجوق، المالوف والمدحة. كل هذا يختلف الآن، لكن تحضر الموسيقى الأندلسية و"المدحات" في عنابة في كل الأعراس. وحصلت جمعية "الرونق" على لباس تم جمعه من بعض العائلات العريقة، منها "قندورة الفتلة" عمرها 100 سنة، وأخرى 50 سنة و"قندورة" فضية اللون تعدى عمرها 120 سنة، أما "القفطان العنابي" والمصحوب بالصدرية الطويلة فعمره 70 سنة، ومن بين العائلات التي تعتمد عليها الجمعية في تعريف الجمهور بالتراث المحلي؛ دار شقرون واسطمبلولي ودار علي طاطا. ولتعزيز هذا التراث وعرضه، تتمنى "جمعية الرونق العنابي" الاستفادة من مقر ومتحف لعرض هذا التراث العريق.