اعتبر المشاركون في أشغال الملتقى الوطني حول "إسهامات الولاية الثانية التاريخية خلال الثورة التحريرية" الذي تحتضنه دار الثقافة لولاية سكيكدة ابتداء من يوم الخميس أن جريدة "صدى الجزائر" الاستعمارية كانت من بين أدوات الحرب النفسية و الدعاية المغرضة لصالح الاستعمار الفرنسي. وأضاف في هذا الصدد عمر بوضربة من جامعة المسيلة في مداخلته بعنوان "جريدة صدى الجزائر و هجمات الشمال القسنطيني" أن جريدة "صدى الجزائر" كانت من أهم الجرائد الاستعمارية من حيث التغطية الإعلامية لأحداث الثورة الجزائرية. وأكد نفس المتدخل بأن هذه الجريدة التي ظهرت سنة 1909 كانت لسان حال اليمين الفرنسي المتطرف في الجزائر و الأقلية الفرنسية المستفيدة من المزايا السياسية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية. وأوضح المحاضر بأن تلك الجريدة التي غطت بشكل خاص الثورة و بالخصوص هجمات الشمال القسنطيني من خلال المراسلات من طرف صحفيين من أرض المعركة "لم تكن موضوعية في معالجتها للوضع حيث أنها غطت الهجمات من وجهة نظر فرنسية على اعتبار أن المراسلين كانوا يستقون أخبارهم من الجيش و الأمن الفرنسيين و كان طرحهم للقضية لا يختلف عن طرح السلطات الفرنسية". كما أفاد السيد بوضربة بأن هذه الجريدة قد اعتبرت هجمات الشمال القسنطيني "حدث تتحكم فيه خيوط أجنبية في الخارج" معتبرا أن "هذا التحليل ينسجم مع تحليل السلطات الفرنسية." واعتبر ذات الجامعي أن تلك الجريدة قد وفقت في تحديد قائد عمليات تلك الهجمات الشهيد زيغود يوسف حيث تم ذكر اسمه في مناسبتين على اعتبار أنه قائد "الهجوم الإرهابي" حسب تعبير تلك الجريدة التي استطاعت أن تستنبط -حسبه- "الأهداف التي برمجها زيغود يوسف و حاول تحقيقها خلال تلك الهجمات على الأصعدة السياسية و العسكرية و الدبلوماسية في الخارج حيث توصلت لحقيقة مفادها أن زيغود يوسف من خلال الهجمات أراد أن يفك الحصار عن الولاية التاريخية الأولى و حل مشكل التسليح بالهجوم على مراكز الشرطة و الدرك و الثكنات". كما ذكر بأن تلك الجريدة قد توقفت عن الصدور سنة 1961 بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الجنرال دوغول على اعتبار أن المشرفين على الجريدة كانوا من بين مؤيدي الانقلاب عليه. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم يومين من تنظيم مديرية الثقافة بالولاية بالتنسيق مع جامعة 20 أوت 1955 لسكيكدة تقديم عديد المداخلات لأساتذة من عدة جامعات الوطن تدور في مجملها حول إقليم الشمال القسنطيني و الإطار التنظيمي و التاريخي للولاية الثانية التاريخية وكذا الهيكل الإداري لها فضلا عن الأحداث المؤثرة على مسار الثورة التحريرية بإقليم الولاية الثانية التاريخية و مظاهر المشاركة الشعبية فيها. وتكمن أهداف هذا الملتقى -حسب المنظمين- في التعريف بإقليم الشمال القسنطيني و بطبيعة المقاومة و الكفاح التحرري في هذه المنطقة و إبراز إسهامات جيل نوفمبر في تاريخ الثورة التحريرية فضلا عن فتح المجال أمام المؤرخين المختصين في الثورة التحريرية لمناقشة جوانب من إسهامات الولاية الثانية التاريخية و قادتها في الحرب التحريرية.