قام رئيس وزراء جمهورية الفيتنام الإشتراكية نغويان تان دونغ بزيارة إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام صدر على إثرها اليوم الأربعاء بيان مشترك. فيما يلي النص الكامل للبيان: "بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال قام رئيس وزراء جمهورية الفيتنام الإشتراكية نغويان تان دونغ من 31 مايو إلى 2 يونيو 2015 بزيارة رسمية إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. و حظي رئيس الوزراء الفيتنامي خلال زيارته باستقبال من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح كما أجرى محادثات على انفراد مع الوزير الأول عبد المالك سلال توسعت فيما بعد لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وجرت المحادثات في جو حميمي و ودي. و قام ضيف الجزائر بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة التحريرية بمقام الشهيد. كما حضر حفل تدشين التجمع النفطي بين مجمعي سوناطراك و بتروفيتنام ببئر السبع (تقرت) بالتعاون مع المؤسسة التايلاندية "بي تي تي أو بي". و زار رئيس الوزراء الفيتنامي معرض الجزائر الدولي و ترأس مناصفة افتتاح منتدى الأعمال الجزائري الفيتنامي الذي نظم بمناسبة هذه الزيارة و الذي شهد مشاركة قوية لمقاولين من كلا البلدين إضافة إلى نشاطات أخرى بالجزائر العاصمة و بولاية البليدة. و أعرب الطرفان عن ارتياحهما لنوعية علاقات الصداقة التقليدية و التعاون القائمة بين الجزائر و الفيتنام التي تعززت بفضل نضالهما من أجل الحرية و استرجاع سيادتهما الوطنية. و اتفقا في هذا الإطار على مواصلة التشاور السياسي بينهما من خلال تبادل الوفود رفيعة المستوى. و أكد المسؤولان على ضرورة تعزيز العلاقات لا سيما في المجالات الإقتصادية و التجارية و الإستثمار واتفقا على توفير الظروف التي تسمح لمؤسسات البلدين بالتعاون بشكل أمثل في القطاعات ذات المنفعة المتبادلة على غرار الفلاحة و الصيد البحري و البترول و الهياكل القاعدية و الطاقات المتجددة و الحديد و الصلب و كذا استغلال جميع فرص التعاون. و أعرب الطرفان على ارتياحهما لاستغلال التجمع النفطي لبئر السبع الذي يشكل نموذجا مثمرا للتعاون يأملان في توسيعه ليشمل قطاعات أخرى. كما اتفقا على السعي إلى تكثيف حجم التبادلات التجارية إلى 1 مليار دولار في المستقبل القريب لتحقيق التوازن التجاري. كما اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون في المجال الثقافي و الرياضي و السياحي و اتفقا على تكثيف تبادل الأفواج السياحية و ممارسي الفنون القتالية و لاعبي كرة القدم... الخ, من خلال تنظيم نشاطات تبادلات ثقافية و أفواج الشباب و الإعلام في المجالات سالفة الذكر. في هذا الصدد أشار الطرفان بارتياح إلى انتظام عقد دورات لجنة التعاون المختلطة الجزائرية الفيتنامية كما اتفقا على تعزيز دورها في تطوير التعاون متعدد الأشكال بين البلدين وقررا في ذات السياق عقد الدورة ال11 لهذه اللجنة في الجزائر سنة 2016. وأكد البيان أن الطرفين أشارا إلى تمسكهما بالتسوية السلمية للنزاعات و الخلافات دون اللجوء إلى التهديد أو القوة و احترام السيادة و الوحدة الترابية للدول و حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وفقا لمبادئ القانون الدولي و ميثاق الأممالمتحدة و روح حركة عدم الانحياز التي تنتمي إليها الجزائر و الفيتنام. ودعم الطرفان كل مبادرة تمكن من تحقيق هذه الأهداف في كل مناطق العالم و كل الجهود المبذولة قصد ضمان الاستقرار و الأمن و الحفاظ على السلم على الصعيد الدولي. و أعرب الوزير الأول و نظيره الفيتنامي عن ارتياحهما لتقاليد التعاون و التنسيق بين البلدين في المحافل الإقليمية و الدولية معبرين عن توافقهما حول تعزيز هذا التنسيق و الدعم المتبادل لترشيحات البلدين في المحافل الدولية لا سيما على مستوى منظومة الأممالمتحدة و حركة عدم الانحياز. كما أن الجزائر التي تدعم حق الفيتنام في الاستفادة بشكل كلي من الإجراءات المضادة لإغراق الأسواق الخاصة بمنظمة التجارة العالمية تعترف بصفة اقتصاد السوق التي تميز الاقتصاد الفيتنامي. من جانبه، أعرب الفيتنام عن دعمه لانضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية و هو على استعداد لان يتقاسم تجربته حول مسار المفاوضات للانضمام لهذه المنظمة. وبمناسبة هذه الزيارة وقع الطرفان على مذكرتي تعاون في مجال الصحة و السياحة و كذا برنامج للتبادل الثقافي للفترة الممتدة بين 2016-2018. من جانبها وقعت شركة سوناطراك و بيتروفيتنام على مذكرة تعاون في المجال النفطي. في ذات السياق أعرب رئيس الوزراء الفيتنامي نغويان تان دونغ عن شكره للوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال على حفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد الفيتنامي المرافق له كما وجه دعوة لنظيره الجزائري من أجل القيام بزيارة رسمية إلى الفيتنام و قد قبل الوزير الأول الجزائري هذه الدعوة و سيتم تحديد تاريخ هذه الزيارة باتفاق مشترك عبر القناة الدبلوماسية".