قال وزير الموارد المائية و البيئة، عبد الوهاب نوري، اليوم الجمعة لدى إشرافه على الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي للبيئة المصادف ليوم الخامس يونيو، أن اشكالية البيئة بالجزائر تثير قلق "كبير" للسلطات العمومية بالبلد. وأوضح الوزير في كلمة مقتظبة بالمناسبة التي نظمت بدار البيئة بتيبازة ان السلطات العليا بالبلاد تولي اهمية "بالغة" لموضوع المحافظة على البيئة التي لها علاقة وطيدة بالصحة العمومية داعيا الى تظافر جهود الجميع من اجل بلوغ الاهداف المسطرة. وأبدى الوزير اسفه لبعض المظاهر و السلوكات التي تسيئ للبيئة كالرمي العشوائي للنفايات بسبب التصرفات الإنسانية غير مسؤولة قائلا ان إشكالية البيئة "تثير قلقنا إلى ابعد الحدود" قبل ان يؤكد أن الإنسان يبقى المصدر الرئيسي للاختلالات البيئية المسجلة في كل دول العالم بما فيها الجزائر. وفي السياق، أكد السيد نوري على الدور الفعال للمجتمع المدني و الحركة الجمعوية بكل اطيافها من خلال تبني استراتيجية اتصالية واضحة المعالم تهدف الى غرس الثقافة البيئية و تربية و توعية أجيال المستقبل على ضرورة المحافظة على إطار الحياة. كما دعا إطارات القطاعات الى العمل الميداني و ترجمة معارفهم النضرية الى عمل جواري من خلال الاتصال المباشر مع المواطن و بإشراك المجتمع المدني و بالتنسيق مع الجماعات المحلية التي يبقى دورها "اساسي" في المجال و كذا باقي القطاعات المعنية بالموضوع. وفي السياق، قال السيد نوري ان ظاهرة الاحتباس الحراري و انعكاساتها السلبية على المناخ و الجفاف و الأعاصير تستوقفنا اليوم لدق ناقوس الخطر من اجل استدراك الوضع في العالم مشيرا الى الندوة العالمية المزمع عقدها ديسمبر المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس اين سيتم اتخاذ جملة من القرارات للحد من ارتفاع نسب التلوث. و في السياق، ذكر بمجهودات السلطات العمومية من اجل المحافظة على البيئة من خلال خلق 48 مديرية ولائية بيئية و إنشاء 26 دار للبيئة كفضاء يهتم بغرس هذه الثقافة لدى الأطفال ناهيك عن النوادي الخضراء إلى غيرها من الأجهزة و القوانين و التشريعات. وأشار إلى الاستثمارات العمومية الخاصة بالموضوع كانشاء 166 محطة لمعالجة المياه المستعملة خلال السنوات الأخيرة حيث تسمح إجمالا بتوفير مليار متر مكعب سنويا من المياه القابلة لسقي الأراضي الفلاحية و هي مجهودات "كبيرة" يقول السيد نوري. للإشارة، فقد تم تنظيم معرض بدار البيئة ضم نشاطات مختلف الأجهزة التي تعمل تحت وصاية البيئة حيث زارها الوزير الى جانب إشرافه على انطلاق نشاطات اخرى أهمها تدشين الحديقة الايكولوجية من قبل الوزير. كما أشرف السيد نوري على الانطلاق الرسمي لبورصة النفايات القابلة للاسترجاع و التثمين الى جانب منح شهادات للمتخرجين برتبة مفتش رئيسي للبيئة و تكريم الفائزين في مسابقة احسن صورة بيئية قبل ان تختتم الاحتفالات بتقديم وسائل بيداغوجية خاصة بالبيئة لعدد من المدارس بالولاية.