أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني, محمد العربي ولد خليفة, يوم الثلاثاء أن المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية هي "طوق النجاة للجزائر دولة وشعبا". وقال السيد ولد خليفة في كلمة ألقاها خلال الجلسة الختامية للدورة الربيعية للمجلس: "ونحن نرى الحرائق المدمرة للارهاب تضرب المنطقة وخارجها, فان طوق نجاة الجزائر دولة ومجتمعا هو المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عن قناعة وبشجاعة ورؤية ثاقبة للرهانات الحقيقية في عالم اليوم". وأضاف قائلا: "لقد كانت المصالحة الوطنية الجسر المتين لتستأنف الجزائر مسار التنمية والتقدم وتدعيم أواصرالوحدة الوطنية بين كل الجزائريين", مشيرا الى ان الجزائر "الكبيرة بمساحتها الشاسعة وبتاريخها وتضحيات شعبها من اجل الحرية والكرامة الوطنية, تتسع للجميع مهما كانت خصوصياتهم المحلية وقناعاتهم الفكرية". وذكرذات المسؤول ان "الوحدة الوطنية وحصانة الجبهة الداخلية هما صمام الامان لجزائر اليوم والغد", مبرزا أهمية "اقامة جسر الحوار والتوافق بين الشركاء في الجزائر حول الاهداف والاولويات". ولدى تطرقه للحصيلة التشريعية للدورة الربيعية, اوضح المتدخل ان المجلس قد درس عدة مشاريع قوانين في "جو ديمقراطي دافعت خلاله مختلف المجموعات البرلمانية عن اقتراحاتها وآرائها بكل حرية وصوت عليها بالاغلبية مع احترام وجهات النظر الأخرى, سواء عارضت أو امتنعت في مجلس يتشكل من تعددية حقيقية بلا حسيب ولا رقيب". وذكر بان المجلس صادق خلال هذه الدورة على العديد من القوانين منها على وجه الخصوص تلك المتعلقة بحماية الطفل والطيران المدني وانشطة وسوق الكتاب والقواعد المطبقة في عملية استيراد وتصدير البضائع الى جانب ثلاثة قوانين تتعلق باحداث وسام الجيش الوطني الشعبي ومشاركة الجيش في حربي الشرق الاوسط 1967و1973 ووسام الشجاعة للجيش الوطني الشعبي. كما تطرق السيد ولد خليفة الى مختلف النشاطات التي عرفتها الدورة والمتعلقة بتنظيم الايام البرلمانية حول مختلف القضايا المطروحة على الساحة الوطنية والزيارات الميدانية لاعضاء المجلس الى ولايات الوطن للتكفل بانشغالات المواطنين ومشاركة المجلس في الملتقيات والندوات الدولية لشرح وتوضيح المواقف المبدئية للجزائر وعملها الدؤوب لحل الصراعات عن طريق الحوار السياسي والتنبيه الى ان التدخل العسكري ليس حلا بل يؤدي الى تعقيد المشاكل وتوسيع مضاعفاته السلبية الى بلدان اخرى كما هو الوضع في الحالة الليبية". وأشار المتدخل الى ان الجزائر "لن تدخر جهدا في مساعدة اشقائها في ليبيا للتوصل الى حل توافقي يحفظ وحدة الشعب والتراب الليبي وبناء دولته الوطنية", مشيرا ايضا الى النجاج الذي حققته الجزائر في الملف المالي". وفي هذا الصدد, أكد المتدخل الى ان "مقاربة الجزائرالقائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى واحترام سيادتها نموذجا للحكمة والمثابرة الدبلوماسية الخالية من الشبهات التي أسسها وأشرف عليها رئيس الجمهورية". وبخصوص الاحتياطات التي اتخذتها الجزائر لمواجهة آثار انخفاض اسعار البترول, ابرز المتدخل أهمية "تغييرالعقليات والعادات السلبية وغرس سلوكات بديلة تتمثل في رفع العمل الى مستوى العبادة والتشجيع على الادخار والمقاولة الرابحة والابتعاد عن التبذير", مستعرضا في نفس المجال مواقف "دعاة كل شئ أسود في الجزائر". وجدد رئيس المجلس بالمناسبة "تضامن ودعم ممثلي الشعب للكفاح العادل الذي يخوضه الشعب الصحراوي من اجل تكريس حقه في تقرير مصيره وفق الميثاق الاممي وقرارات الشرعية الدولية وكذا دعم الشعب الفلسطي في كفاحه من اجل اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس في حدودها لسنة 1967". كما أدان السيد ولد خليفة, باسم ممثلي الشعب, أعضاء المجلس, الاعتداءات الارهابية التي وقعت في الآونة الاخيرة في تونس والكويت ومصر والصومال وكينيا ونيجيريا, مبرزا أهمية وجود "تنسيق وتعاون على المستويات الثنائية والدولية لاستئصال هذه الظاهرة". وحيا جهود قوات الجيش الوطني الشعبي في حماية الحدود الوطنية ومكافحة فلول الارهاب.