افتتح الرئيس الزيمبابوى روبرت موغابى رئيس الاتحاد الافريقى فى دورته الحالية والرئيس تيودور اوبيانج نجويما رئيس غينيا الإستوائية يوم الثلاثاء بالعاصمة الإستوائية مالابو المؤتمر الدولى لمكافحة "الإيبولا". ويشارك فى المؤتمر وفود من 54 دولة افريقية من بينها الجزائر التى يرأس وفدها وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف. ويهدف المؤتمر الذى يعقد تحت رعاية الاتحاد الافريقى إلى وضع التصور الافريقى للخطط الوقائية من الأخطار التى تهدد القارة السمراء وتحديدا من وباء "الإيبولا" وعرض وجهات نظر الدول الافريقية عن كيفية مساعدة الدول المنكوبة بهذا الوباء ووضع الخطط الاحترازية التى من شأنها أن تحد من انتشار المرض, ووضع أفضل السبل لعلاج الحالات المصابة. وقال رئيس غينيا الإستوائية - فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- بعدما رحب باستضافة بلاده للمؤتمرو بالوفود المشاركة " إن الاتحاد الافريقى قرر التركيز على محاربة الإيبولا التى هددت قارتنا الافريقية والعالم أجمع من أجل الحصول على حلول لهذا المرض الفتاك". وأضاف " أننا قلقون من هذا الوباء الذى يمكن أن ينتشر بصورة واسعة" موضحا أن بلاده اتخذت إجراءات لمواجهة المرض داعيا الدول الافريقية إلى بذل الجهود للحصول على الحلول الناجعة لمواجهة هذا المرض. كما أعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر ب"استراتيجية مشتركة" لمجابهة هذا المرض, والعمل سويا للقضاء عليه نهائيا, مطالبا بتعزيز الجهود لمساعدة الدول المتضررة والعمل على وضع حد لانتشاره. ولفت إلى أن "الجهود يمكن أن ترصد المرض فنيا وتقنيا من خلال التكاتف والتضامن" مشيرا الى أن الإيبولا تم السيطرة عليها في الدول المتضررة, إلا أنه يجب التكاتف من أجل القضاء عليه ب"عمل جدى وجماعى" مشددا على أنه يجب على الدول المتضررة أن تتخذ الإجراءات الاحترازية لعدم انتشار المرض. واقترح إنشاء وتخصيص صندوق لمساعدة الدول المتضررة والعمل على إنشاء مراكز بحث للوقاية من المرض. وبدوه, وجه رئيس زيمبابوى ورئيس الاتحاد الافريقى فى دورته الحالية, الشكر لغينيا الإستوائية على استضافة المؤتمر. وقال " علينا اتخاذ التدابير لمجابهة انتشار الإيبولا من خلال المؤسسات الصحية التى تمتلك السلاح الذى يمكن أن يواجه الإيبولا" مؤكدا أن "العمل يجب أن يكون جماعى للقضاء على هذا العدو المشترك". وأضاف "علينا تجميع خبراتنا حيث علمتنا التجربة من خلال دراسة الحالات التى تأثرت من الفيروس, أهمية البحوث والعمل على تحليل ما تم فى الدول المتضررة الثلاثة فى ليبيرياوغينيا كوناكرى وسيراليون" مطالبا بدعم أنظمتنا الصحية وشبكات الرصد, فضلا عن العمل بالقليل الموجود فى الدول الافريقية على تصنيع الدواء الذى يحارب هذا الفيروس القاتل". ولفت بأن هناك دروسا مستفادة من أزمة الإيبولا, أولها أننا أصبحنا نعرف هذا العدو وأن الدول النامية ضعيفة فى مواجهته, مشددا على إننا بحاجة إلي الإسراع فى بناء أنظمة صحية يمكن أن تقدم رعاية أولية لمواطنينا, مشيرا إلى ضرورة إنشاء مركز بحوث افريقية وزيادة التمويل الدولى لمكافحة الإيبولا والعمل على تطوير آليات الدعم المختلفة للتعامل مع انعكاسات هذا الوباء. وأعرب عن أمله في أن يتم الوفاء بالتعهدات الدولية, وأن يتم توجيهها للحكومات وليس للمنظمات غير الحكومية. ومن جانبه, قال ادب مونشه نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى " أن انتشار الإيبولا كان أخطر وباء خلال العقود الأربعة الأخيرة, حيث بلغت الوفيات نسبة كبيرة من عدد الإصابات, بالإضافة إلى تأثر العديد من القطاعات فى افريقيا بهذا المرض". وأضاف أن الاتحاد الافريقى دعم الحملة ضد وباء الإيبولا, مما أسفر عن احتواء المرض فى الدول التى تضررت نتيجة هشاشة الأنظمة الصحية فيها, موضحا أن هناك ثلاث أولويات يجب الاهتمام بها فى إطار مجابهة الإيبولا, منها الاهتمام بالطاقة البشرية وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر والمراقبة الدؤبة للأوضاع الصحية للتصدى لأي أوبئة مستقبلا.