سيشكل وجود مكنز مشترك للألعاب التراثية في البلدان المغاربية "أفضل طريقة للحفاظ على الهوية الثقافية و ترقية التراث غير المادي للبلدان المغاربية"، حسب ما أعرب عنه اليوم الأربعاء بقسنطينة الجامعي عبد الرحمن أيوب من تونس. وسيشكل تحديد هذه الألعاب و ترتيبها و إحصاؤها في البلدان المغاربية من خلال منهجية موحدة أول خطوة نحو مشروع طموح سيتضمن"إعادة ملائمة و تثمين" ثقافة ثرية، حسب ما أوضحه ذات المحاضر خلال ملتقى حول الألعاب التراثية بالجزائر و البلاد المغاربية و الساحل الإفريقي بادرت إليه دائرتا الملتقيات و التراث غير المادي و الفنون الحية لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015". وبعد تعريفه للألعاب التراثية على أنها "نشاط ترفيهي بامتياز" أضاف البروفسور أيوب بأن تحديد الألعاب المغاربية سيسمح بتقديم "رؤية حول الخصائص السكانية و الإقليمية و الثقافية" للأشخاص الذين كانوا يمارسونها. كما أكد بأن جرد هذه الألعاب التقليدية سيسمح بإنشاء "أرضية" يمكن استغلالها في المنظومة التربوية من خلال إعادة تأهيل الألعاب التي لديها مؤهلات تفسح لها المجال للاندماج في الممارسات الترفيهية الحالية. ومن جهته تحدث بالتفصيل كمال عبدو من جامعة قسنطينة الذي تناول الألعاب التراثية الممارسة بمنطقة شرق البلاد عن مبادئ لعبة الكرات و ألعاب الخفة من خلال كرة أو عدة كرات مسلطا الضوء على أثر التغير الاجتماعي على طريقة ممارسة هذه الألعاب. وسيتم تقديم عدة مداخلات أخرى متعلقة بالنشاطات الترفيهية بمنطقة الهضاب العليا و الصحراء الجزائرية و الوظيفة الاجتماعية للألعاب الرياضية التراثية بالمجتمع الأوراسي و الألغاز في الثقافة الشعبية لمنطقة القبائل من طرف جامعيين قدموا من ولايات الجزائر العاصمة و تيزي وزو و بجاية و بسكرة و سوق أهراس. وسيقدم متدخلون من المغرب و ليبيا و موريتانيا و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في مداخلاتهم أمثلة عن الألعاب التراثية في بلدانهم و سيتناولون بالتفصيل تجارب إحصاء هذه الممارسات الترفيهية. وستتوج أشغال هذا الملتقى الذي سيدوم يومين بعدة توصيات.