أحرزت رياضة ألعاب القوى الجزائرية التي تستعد للمشاركة من 22 الى 30 أغسطس الجاري في بطولة العالم 2015 ببكين (الصين), الى حد اليوم تسع ميداليات (6 ذهبية و 3 برونزية) في مختلف مشاركاتها في منافسات البطولة العالمية ل"أم الرياضات",ألعاب القوى. ففي عام 1991 في دورة طوكيو (اليابان), دخل نور الدين مرسلي و حسيبة بولمرقة التاريخ من بابه الواسع, بإهدائهما للجزائر اولى ميدالياتها العالمية, بعد احرازهما على المعدن النفيس في سباقي 1500 م, في حين كانت آخر ذهبية للجزائر في الموعد العالمي من توقيع عيسى جبير سعيد قرني (800 م) في مونديال باريس عام 2003. ومنذ ذلك الحين لم يسمع النشيد الوطني يدوي في المحفل العالمي لألعاب القوى (بطولة العالم). وكانت المشاركة الجزائرية في مونديال طوكيو (1991) حافلة بالالقاب, حيث نجح كل من نور الدين مرسلي و حسيبة بولمرقة بالتتويج بالتاج العالمي في اختصاص 1500 م, كما تمكن عز الدين براهمي من افتكاك الميدالية البرونزية في سباق 3000 م موانع. وبعد عامين, جددت الجزائر العهد مع التتويجات في مونديال شتوتغارت (ألمانيا-1993), بفضل نور الدين مرسلي الذي احرز ذهبية 1500 م و حسيبة بولمرقة التي عادت الى ارض الوطن بميدالية برونزية في اختصاصها 1500م أيضا. وفي مونديال غوتبورغ (السويد-1995), نجح الثنائي المؤلف من مرسلي و بولمرقة مرة اخرى في الصعود على اعلى منصة التتويج, حيث تربعا مجددا على عرش سباق ال1500م. وبهذا التتويج, تمكن مرسلي من الفوز بثالث لقب عالمي له (1991 و 1993 و1997), إضافة الى لقبه العالمي داخل القاعة عام 1991. كما نجح خلال مسيرته في تحسين خمسة ارقام قياسية عالمية و رقمين قياسين عالمين داخل القاعة, ليسجل بذلك اسمه بأحرف من ذهب في سجل ليس العاب القوى الجزائرية فقط بل في سجل ألعاب القوى العالمية. وعلى خلاف الدورات الفارطة, لم ينجح ممثلو العاب القوى الجزائرية في مونديال أثينا (اليونان) عام 1997 في افتكاك أي ميدالية, قبل أن يتم تدارك الامر في طبعة اشبيلية (اسبانيا) عام 1999, بفضل تتويج عيسى جبير سعيد قرني ببرونزية سباق 800م و هي الميدالية الوحيدة للجزائر في تلك الدورة. تجدر الإشارة إلى أن ألعاب القوى الجزائرية وصلت إلى قمة مجدها العالمي في سنوات التسعينات, حيث كانت النتائج المسجلة في تلك الفترة الاحسن على الاطلاق في تاريخ المشاركات الجزائرية في منافسات بطولة العالم. وخلافا للتقاليد التي جعلت من ألعاب القوى حاملة مشعل الرياضة الجزائرية, بفضل نتائجها الباهرة في التسعينات, تلقت هذه الرياضة ضربة هزتها في الصميم عام 2001 بسبب النتائج السيئة التي سجلها الرياضيون الجزائريون في مونديال إيدمونتون (كندا) و بمعاقبة علي سعيدي سياف, صاحب الميدالية الوحيدة للجزائر في هذا الموعد (فضية في ال5000 م) بعد ثبوت تناوله للمنشطات. هذه "الخرجة" الفاشلة بكل المقاييس في موعد كندا, حيث سجلت الجزائر أنذاك أسوأ نتيجة لها منذ دورة طوكيو 1991, أكدت تقهقر مستوى ألعاب القوى الجزائرية, سيما بعد "تقاعد" البطلين الاستثنائيين: نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة. ففي موعد ايدمونتون, خيب المنتخب الوطني الذي شارك بأرمادة من الرياضيين ذوي مستوى عالمي, آمال الملايين من الجزائريين الذين تعودوا في سنوات التسعينات على سماع النشيد الوطني يدوي في سماء المحافل العالمية. وفي عام 2003 بباريس (فرنسا), جددت الجزائر العهد مع التتويجات العالمية بفضل هذه المرة عيسى جبير سعيد قرني الذي أحرز ذهبية 800 م. بالمقابل, لم يتمكن الرياضيون الجزائريون من المواصلة على درب "النهضة" المحققة في باريس, باعتبار أن الجزائر لم تتوج بأي ميدالية منذ دورة هلسنكي (فنلندا-2005) و الى غاية آخر طبعة للمونديال في دايغو (كوريا الجنوبية) عام 2011. وكانت المشاركة الجزائرية في مونديال موسكو 2013 الأسوأ في تاريخ هذه الرياضة حيث لم تكتف بالخروج خالية الوفاض فقط بل لم يتمكن اي عداء جزائري من التأهل الى نهائي اي مسابقة. وبالنسبة لموعد بكين, ستكون آمال الجزائر في التتويج بميدالية عالمية معلقة على توفيق مخلوفي الذي سيشارك في البطولة العالمية بهدف الصعود على إحدى منصات التتويج. وبخصوص بقية الرياضيين, فإن التوقعات في حدود المتوسط, اذ لا ينتظر المتتبعون الكثير منهم, باعتبار ان ممثلي الجزائر يطمحون فقط للوصول الى بعض النهائيات. جدير ذكره انه في مونديال 2015, ستكون الجزائر ممثلة ب14 رياضيا.