تتربع ألعاب القوى بإمتياز على عرش الرياضات الأولمبية بإهدائها للجزائر أكبر عدد من الميداليات في الأولمبياد، وحظيت أيضا بشرف إفتتاح رصيد الجزائر من الذهب في أكبر موعد للنخبة العالمية وكان بفضل العدّاءة حسيبة بولمرقة، (1500 متر)، في دورة 1992 ببرشلونة. وتعتبر ألعاب القوى دون منازع بمثابة قاطرة الرياضة الوطنية بحيازتها على حصة الاسد في دورات الالعاب الاولمبية، وذلك بحصدها مجموع سبع ميداليات (4 ذهبيات، فضية وبرونزيتان) من بين حصيلة جزائرية إجمالية قدرها 15 ميدالية (5 ذهبيات، فضيتان و8 برونزيات). وللاشارة، الميداليات الجزائرية الاربعة من المعدن النفيس في "أم الرياضات" كانت كلها في سباق 1500 متر وكان ذلك بفضل حسيبة بولمرقة (1992 ببرشلونة)، نور الدين مرسلي (1996 بأتلانتا)، نورية بنيدة مراح (2000 بسيدني) و توفيق مخلوفي (2012 بلندن). وأخذ هذا الاختصاص الرياضي دفعة قوية بالجزائر في التسعينيات وهو ما تبينه بوضوح النتائج الباهرة للعدّائين الجزائريين، خصوصا مرسلي و بولمرقة. وأدى أول لقب أولمبي في 1500 متر لحسيبة بولمرقة خلال أولمبياد برشلونة (25 جويلية - 9 أوت 1992)، لتبعات جد إيجابية على ألعاب القوى بالجزائر. أربع سنوات بعد ذلك، عاد العلم الجزائري ليرفرف عاليا في سماء مدينة أتلانتا الأمريكية سنة 1996 بفضل ذهبية العداء الاستثنائي نور الدين مرسلي الذي أحرز أيضا في نفس الفترة ثلاثة بطولات عالمية (1991، 1993، 1995) وبطولة عالمية داخل القاعة (1991)، إضافة إلى تحطيمه خمسة أرقام قياسية عالمية في الهواء الطلق و رقمين عالميين آخرين داخل القاعة. دورة سيدني الأسترالية (15 سبتمبر-1 أكتوبر 2000) التي سجلت حضور 199 بلدا كانت الأكثر سخاء على ألعاب القوى الجزائرية بصعود أربعة رياضين على منصة التتويج في إختصاصات مختلفة. وتوجت الجزائر، آنذاك، بأربع ميداليات منها ذهبية واحدة بفضل نورية بنيدة مراح (1500 متر) وفضية من سعيد سياف علي (5000 متر). ميداليتان برونزيتان أخريتان كانتا من نصيب سعيد قرني جابير (800 متر) وعبد الرحمان حماد (القفز العالي). بعد فترة زاهية في التسعينيات، وعلى خلاف العادة تراجعت نتائج ألعاب القوى الجزائرية بداية من سنة 2000، حيث عرفت سنوات عجاف في دورات أثينا (2004) وبكين (2008) حيث عادت من العرس الاولمبي خالية الوفاض. وبعد 12 سنة بدون ميداليات، استعادت ألعاب القوى الجزائرية أجواء التتويج وكان ذلك بفضل ذهبية البطل توفيق مخلوفي في 1500 متر، مؤكدا بذلك مرة أخرى، بأن هذا السباق هو إختصاص جزائري بإمتياز.