سحرت الليالي الرابعة للشعر العربي التي خصصت مساء أمس الخميس لمصر و التي احتضنها المسرح الجهوي لقسنطينة الحضور من خلال جمال الكلمات و العاطفة الصادقة و العفوية. و قد نشط الليلة المصرية المبرمجة في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015" بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و سفيري تونس و الأردنبالجزائر خمس شعراء و شاعرات الذين قرأوا على مسامع الحضور أبياتا في الحب و اليأس في مجتمع يشهد تحولات كبيرة. و تطرق جمال قصاص إلى "الصورة الجميلة للجزائر" في فكر شعراء مصريين و مصدر الإلهام الذي يظل الجزائر بالنسبة لهؤلاء الشعراء. و قرأ هذا الشاعر بالمناسبة "جداريات 25 يناير" و هو التاريخ الذي أصبح رمزا لانتفاضة الشعب المصري و ما أعقب ذلك من تحولات كبيرة. و تطرق قصاص إلى الحلم المصري و الأخطار التي تواجه الشعوب العربية. كما عبر مواطنه أحمد شهاوي المتأثر بالوضع الذي يعيشه العالم العربي عن مأساته من خلال أبيات من آخر إبداعاته الشعرية حيث يبرز أهمية المحافظة على الإقليم و الأرض و الحرية. و بدورها قرأت غادة نبيل "لعنة مباركة" و "بلا ملصقات" و "القصيدة" معبرة من خلالها و بكآبة عن أحاسيس إنسانية عادة ما تكون معقدة و كذا عن مرارة أوضاع صعبة. كما استضاف منبر هذه الليلة الشعرية العربية رضوى فرغلي و علي العطا من خلال "يوميات صيد فرشات" و " محاولات متكررة" تتناول المرأة و الحياة و الحب و الوطن. و في كلمة وجيزة ألقاها بالمناسبة أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأن الليالي العربية للشعر تمثل "قيمة مضافة" بالنسبة لنشاطات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015." و بعد أن أشاد بالإبداع المصري من خلال شعرائه الحاضرين تطرق الوزير إلى عمق العلاقات التي تربط بين الجزائر و مصر خاصة تلك التي تربط بين المثقفين في البلدين. و من تنظيم دائرة الكتاب و الأدب لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015" تحت شعار "شعر و تراب" سيتم كذلك عما قريب تنشيط ليالي خاصة بشعر كل من بلدان الخليج العربي و الشام. و أفاد وزير الثقافة كذلك بأن ليلة شعرية مخصصة لأبو الطيب المتنبي مرتقب تنظيمها و ستجمع عشرات الشعراء من العالم العربي. و سيحضر السيد ميهوبي ليلة الخميس إلى الجمعة بقسنطينة كذلك عرض "سمفونية الجسور" للأوركسترا السيمفونية الوطنية و ذلك بنصب الأموات المطل على أخاديد وادي الرمال.