طور باحثون أمريكيون جسما عبارة عن جهاز صغير يشبه الإسفنجة يمكنه التهام الخلايا السرطانية أثناء تحركه في الجسم ويخططط فريق البحث لإجراء أول تجارب سريرية على البشر قريبا. ويبلغ قطر الجسم الجديد حوالي خمسة ملليمترات وهو مصنوع من "مادة بيولوجية" وحصل على الموافقة بالفعل للاستخدام في الأجهزة الطبية وجرى اختباره حتى الآن في فئران مصابة بسرطان الثدي . وقال رئيس فريق البحث لوني شيا من قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ميشيغان ان الفريق يخطط لإجراء أول تجارب سريرية على البشر قريبا. وأضاف "نحن بحاجة لمعرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية المتنقلة سوف تظهر في عملية الزرع في البشر كما حدث في الفئران وإذا كان الإجراء آمنا فإنه يمكننا استخدام نفس تقنية التصوير للكشف عن الخلايا السرطانية" وهناك آمال في أن يقوم الجهاز مقام نظام الإنذار المبكر في جسم المرضى لينبه الأطباء إلى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم حيث أوقف الجهاز أيضا وصول الخلايا السرطانية المارقة إلى مناطق أخرى يمكن أن تنمو فيها أورام جديدة. وأظهرت التجارب أن الجسم المزروع سواء في الدهون بمنطقة البطن أو تحت الجلد امتص الخلايا السرطانية التي بدأت تنتشر في الجسم. وقال الباحثون إن "الزراعة تحاكي العملية التي تقوم خلالها الخلايا المناعية بجذب خلايا متكسرة تتحرر من الورم إلى مناطق أخرى في الجسم". واكتشف العلماء أن تلك الخلايا المناعية تتجمع على الجسم المزروع وهو رد فعل تجاه أي جسم غريب مما يؤدي لامتصاص الخلايا السرطانية في داخل الجسم المزروع. وميز العلماء الخلايا السرطانية عندما يستخدمون تقنية تصوير خاصة يمكنها التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا العادية ووجدوا أنه بإمكانهم اكتشاف الخلايا السرطانية التي التقطها الجهاز . ويبحث الخبراء منذ فترة طويلة عن وسائل للكشف عن انتشار السرطان في مرحلة مبكرة ولكن الخلايا السرطانية التي تنتشر في مجرى الدم نادرة ويصعب رصدها.