يشدد سكان بلدية مروانة (باتنة) على ضرورة إنجاز طريق أم الرخى على الرغم من أنه سيقطع المحمية الكاملة للحظيرة الوطنية لبلزمة المحمية قانونا والمصنفة منذ يونيو الماضي من طرف مجلس التنسيق الدولي لبرنامج اليونيسكو (الإنسان والمحيط الحيوي) ضمن 20 موقعا جديدا أضيف للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي. واستنادا لأغلب سكان البلدية الذين عبروا عن انشغالهم وتمسكهم بهذا المطلب لوالي باتنة محمد سلاماني لدى زيارته للجهة فإن هذا الطريق سيقلص مشقة تنقلهم إلى مدينة باتنة بنصف المسافة المقدرة حاليا عبر الطريق الوطني رقم 77 ب40 كلم الواقع اغلبها في منطقة جبلية وعرة. وأوضح مدير الأشغال العمومية عبد الرحمان عبدي بأن "المشروع الذي يمتد على مسافة 20 كلم تم تسجيله في مايو 2015 بغلاف مالي يقدر ب600 مليون دج لم تنطلق أشغال إنجازه إلى حد الآن على الرغم من اختيار 3 مقاولات لتجسيده وإعطائهم إشارة البدء في التنفيذ التي توقفت بعد ذلك بسبب معارضة الحظيرة الوطنية لبلزمة لمسار المشروع بعد إشهاره في الصحف الوطنية". وأضاف ذات المسؤول في توضيح للوالي بأن "الإشكال يتعلق في مقطع الوسط الممتد على مسافة 7 كلم من الطريق الذي قسم على 3 أجزاء أسندت ل3 مقاولات لتسهيل عملية إنجازه" مشيرا إلى أن إنجاز هذا المقطع يستوجب "قطع ألأشجار الموجودة فيه". لكن على الرغم من أن هذا الطريق يعد حسب مدير الحظيرة الوطنية لبلزمة السعيد عبد الرحماني مطلبا اجتماعيا وشرعيا لسكان المنطقة إلا أن "مروره عبر منطقة أم الرخى سيلحق أضرارا بالمحمية المركزية للحظيرة الوطنية لبلزمة والتي هي أصلا محمية بموجب القانون الصادر في 17 فيفري 2011 الذي يمنع أي تغيير في المحميات الطبيعية إلا بموافقة الجهات الوصية". وسينجر عن إنجاز الطريق في هذا المكان حسب السيد عبد الرحماني قطع 311 شجرة من الأرز الأطلسي وكذا 2215 شجرة أخرى من البلوط والطاقة لذا "ضحينا -كما قال- واقترحنا مسار آخر يخفف هذه الأضرار إلى حوالي 37 شجرة أرز أطلسي و311 شجرة أخرى من البلوط والطاقة". وأشار ذات المتحدث إلى أن "لجنة وزارية كانت قد حلت بباتنة للنظر في القضية وأعدت تقريرا حول هذا المشروع" مضيفا بأن "المديرية العامة للغابات قد طلبت منذ فترة من إدارة الحظيرة الوطنية لبلزمة بإعادة تقييم الأضرار الناجمة عن إنجاز هذا الطريق". وأبدى السكان حسبما وقفت عليه وأج بعين المكان رفضا قاطعا للمقترح الثاني المقدم من طرف إدارة الحظيرة الوطنية لبلزمة لأنه سيرفع المسافة حسبهم بين مدينتي مروانة وباتنة والتي حددها مدير الأشغال العمومية ب 43 كلم. ووعد والي باتنة محمد سلاماني السكان وممثليهم الذين أجمعوا على أن الطريق هو المطلب الأساسي لمواطني البلدية منذ سنة 2010 بالنظر بجدية في ملف المشروع ودراسته في إطار احترام قوانين الجمهورية مع إشراك وزارتي الفلاحة والسياحة بغية تثمين طاقات الجهة. وسبق لسكان بلدية مروانة خلال السنوات القليلة الماضية أن نظموا ولمرات عديدة وقفات احتجاجية طالبوا خلالها من السلطات المحلية ضرورة الإسراع في تجسيد هذا الطريق الذي يعتبرونه حيويا. يذكر أن الحظيرة الوطنية لبلزمة صنفت ضمن قائمة 20 موقعا جديدا أضيف إلى شبكة عالم محميات المحيط الحيوي عبر العالم التي أصبحت تضم حاليا 651 موقعا موزعا عبر 120 دولة من بينها الجزائر على هامش أشغال مجلس التنسيق الدولي لبرنامج اليونيسكو بشأن الإنسان والمحيط الحيوي التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس من 8 إلى غاية 12 يونيو 2015 . وصدر هذا التصنيف في نشرية (يونيسكو براس) الصادرة يوم 9 من نفس الشهر حيث أكد حينها مدير الحظيرة الوطنية لبلزمة عبد الرحماني على أهمية هذا الاعتراف الدولي بالنسبة للحظيرة الوطنية لبلزمة وما تحتويه من كنوز طبيعية. وتمتد الحظيرة الوطنية لبلزمة التي تم إنشاؤها في سنة 1984 حسب ذات المصدر على مساحة 26250 هكتار وتزخر بتنوع بيولوجي هام حيث تتوفر على 650 نوع من النباتات و658 نوع من الحيوانات بما فيها الحشرات والطيور والثدييات من بينها ما هو مهدد بالاندثار منها (روزا كانينا) وهو نوع بري أصيل في الورود وكذا السنجاب البربري. و تشتهر هذه المحمية الطبيعية بشجرة الأرز الأطلسي على مساحة تفوق ال5700 هكتار وهي الأكبر على المستوى الوطني حيث تبذل حاليا جهود جبارة محليا للمحافظة على هذه الثروة الغابية وتثمينها يضيف السيد عبد الرحماني مؤكدا ل"وأج" بأن الدراسة جارية إلى غاية نهاية السنة الجارية بغية توسيع نطاق الحظيرة الوطنية لبلزمة حيث تدخل العملية في إطار مشروع توسيع المحميات والحظائر الموجودة على المستوى الوطني.