تعد السياحة محركا هاما للتنمية المستدامة بولاية وهران بالنظر إلى أثرها على جميع القطاعات مما يجعلها تشكل دعما كبيرا للنمو الاقتصادي و مصدرا هاما لإنتاج الثروة و مناصب الشغل. وتعتبر وهران من أنشط الولايات سياحيا طوال أيام السنة وتزداد جاذبية هذه الولاية خلال موسم الاصطياف حيث استقبلت شواطئها إلى غاية نهاية شهر أغسطس الحالي أكثر من 16.5 مليون مصطاف، حسب إحصائيات مصالح الحماية المدنية. وتتنوع الوجهات السياحة بالولاية من سياحة شاطئية إلى سياحة تاريخية و دينية و سياحة الأعمال مما جعل من المنطقة مقصدا للسياح سواء من الداخل أو الخارج الوضع تطلب من مسئولي القطاع العمل على توسيع طاقات الاستقبال و تحسين الخدمات المقدمة. وحسب مدير السياحة و الصناعات التقليدية السيد بلعباس قايم بن عمر فإن وهران ولي اهتماما كبيرا للنهوض بقطاع السياحة من اجل تأكيد مكانة المدينة في شمال القارة السمراء و حتى في منطقة المتوسط وإبراز ملامحها الثقافية وهويتها بالإضافة إلى استثمار إمكاناتها في هذا المجال تماشيا مع الرؤية المستقبلية للاقتصاد الوطني التي تهدف إلى الاستثمار في مصادر أخرى بعيدة عن المحروقات لخلق الثروة. --- مؤسسات كثيرة لكنها غير كافية--- وتضم الحظيرة الفندقية للولاية حاليا حسب ذات المسؤول ما لا يقل عن 158 مؤسسة طور الاستغلال بطاقة 800 14 سرير و000 9 منصب شغل.. بالمقارنة مع العديد من الولايات الساحلية فان وهران تمتلك عددا هاما من المنشآت السياحية إلا أن هذا العدد يبقى غير كاف لمواجهة التدفق الكبير للسياح خاصة خلال موسم الاصطياف، يضيف ذات المسؤول. وبهدف امتصاص العجز المسجل حاليا في هذا المجال وتنويع العروض السياحية يتم انجاز 72 مؤسسة فندقية ستدعم طاقة الاستقبال الحالية ب 5.000 سرير جديد، حيث تفوق نسبة تقدم الأشغال بمعظمها 40 بالمائة حسبما جاء على لسان ذات المسؤول الذي ذكر انه في آفاق 2016 سيتم تسلم أكثر من 9 مؤسسات فندقية بطاقة استيعاب تقدر ب 700 سرير. و لأن الإستراتيجية المسطرة من قبل السلطات المعنية تقضي بضرورة تطوير المنتوج السياحي و تنويعه لتثمين وجهة الجزائر كوجهة سياحية واستقطاب أكير عدد من السياح كان لزاما على السلطات المحلية تنويع أكثر للسياحة الدينية و الثقافية فضلا عن الشاطئية و هو ما يتم القيام به حاليا، حسب ذات المسؤول. و يجب- حسبه- تثمين المؤهلات المادية و اللامادية الثقافية و الدينية و التاريخية بحماية التراث الثقافي و حماية و تثمين الأنظمة البيئية عبر إعداد مخطط تهيئة المناطق الأثرية و التاريخية و إعادة تأهيل المواقع التاريخية مشيرا إلى أنه يتم انجاز العديد من مشاريع إعادة تهيئة هذه المناطق على غرار حصن سانتا كرووز وكنيسة السيدة النجاة و مسجد سيدي الهواري و مسجد الباشا و غيرها. وفي هذا الجانب وقصد ترسيخ مبدأ تنويع المنتوج السياحي يتم حاليا إعداد دراسة حول تهيئة المحطة الحموية لعين فرانين الوحيدة بوهران و التي لم تعد تستوعب زائريها "ونحن بصدد تقديم المرحلة الثالثة بعد المصادقة على المرحلتين الأوليين" يضيف ذات المتحدث الذي قال "يوجد العديد من المنابع بالولاية لكنها غير مستغلة و نحن ندرس إمكانية استغلالها و أدراجها في الواقع السياحي الوهراني". --- تسع مناطق للتوسع السياحي من اجل بعث النشاط السياحي-- وتمتلك وهران 9 مناطق توسع سياحية تم إطلاق جميع الدراسات الخاصة حيث انتهت تلك الخاصة بمنطقتي عين فرانين و مرسى الحجاج كما انتهت المرحلة الأولى للدراسات الخاصة بالمناطق المتبقية وهي الأندلسيات ومداغ 1 و 2 الرأس الأبيض و رأس فالكون و كريشتل و رأس كاربون و تمت المصادقة عليها ويجري الإعداد للمرحلة الثانية. وستوفر هذه الدراسات ما يعرف بالعقار السياحي من اجل تشجيع الاستثمار السياحي و الفندقي الذي سيعطي قيمة مضافة من ناحية عدد الأسرة و مناصب الشغل المباشرة و غير المباشرة التي يمكن خلقها. وبالإضافة إلى ذلك يجب -حسب السيد بلعباس- وضع مخطط سياحة نوعية من اجل تطوير العرض السياحي الوطني بإدراج التكوين قصد الترقية المهنية والانفتاح على تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و التموقع في ميادين سياحية جديدة تماشيا مع التوجهات السياحية العالمية الجديدة على غرار السباحة الالكترونية " E- سياحة" التي لم تعرف انطلاقتها في الجزائر على الرغم من استعمالها في مختلف دول العالم. --- احترام النوعية و تكوين العمال لتطوير السياحة--- كما يأتي مبدأ احترام النوعية في قلب إستراتيجية التطوير السياحي للجزائر إذ يتم التفكير حاليا في تنويع النشاطات الفندقية بالتوازي مع مضاعفة طاقات الاستقبال في الهياكل السياحية و الإطعام وذلك بإدراج مراكز العلاج الطبيعي بمياه البحر والمساج و مراكز للتسوق و المسابح قاعات الألعاب غيرها هو ما يعطي تنويعا للأنشطة السياحية ما يجعل السائح لا يحتاج إلى شيء خارج الفندق. ويمر تقديم خدمة جيدة للزبائن عبر تكوين جيد لعمال القطاع إذ يجب تقديم-حسب السيد بلعباس- تكوين خاص في التسيير الفندقي و السياحي لفائدة المدراء التقنيين مسيري وكالات السياحة و الأسفار و المرشدين السياحيين و أصحاب المطاعم و حتى الصحفيين "فهو شيء نحتاج إليه كثيرا قصد الوصول إلى الاحترافية في الخدمة السياحية". وحاليا -يضيف المسؤول- توجد معاهد تابعة لقطاع التكوين المهني تتكفل بتخصصات التسيير الفندقي و السياحي إلا أنها تخرج تقنيين و تقنيين سامين و هو شيء قليل بالمقارنة مع التطور العالمي في مجال السياحة و الفندقة وناشد بالمناسبة ب"إدراج هذه التخصصات في الجامعات أذ سيسمح ذلك بتكوين و تخرج خبراء في مجال السياحة مما يسمح بتطوير القطاع. --- الصناعة التقليدية عامل هام في تطوير السياحة--- تعد الصناعة التقليدية عاملا مهما جدا في الترويج للوجهة السياحية ووهران و هناك وعي تام بهذا العامل في وهران حيث تم مؤخرا تدشين هيكلين هامين هما مركز و دار للصناعة التقليدية اللذان سيكونان فضاءين للتبادل و التلاقي و الترويج لمنتوج الصناعة التقليدية. وقد تم توزيع 28 محلا على الحرفيين لممارسة نشاطهم وإعادة إحياء العديد من الحرف التي لسبب أو لآخر في طريقها إلى الزوال. وأوضح السيد بلعباس أن سبب الاهتمام بصناعة بعض المنتجات التقليدية يعود لقلة إمكانيات الحرفي و انعدام أماكن لتسويق المنتجات و قد تم توفير هذه الأماكن و التجهيزات لهؤلاء الحرفيين حتى يساهموا في إعادة إحياء وترويح منتوج الصناعة التقليدية للمشاركة في تطوير قطاع السياحة. وتضم ولاية وهران أكثر عن 11.300 حرفي في مختلف حرف الصناعة التقليدية.