أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني, محمد العربي ولد خليفة, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن نجاح "الهندسة الدقيقة" لقانون المصالحة الوطنية سمح بتوفير المناعة للجزائر في محيط مضطرب أدى إلى انهيار الدول و فتح الباب أمام التدخل الأجنبي بها. و في كلمة له خلال يوم برلماني حول موضوع "السلم و المصالحة الوطنية و التنمية في الجزائر", المنظم في إطار إحياء الذكرى العاشرة للمصادقة على ميثاقالسلم و المصالحة الوطنية, أوضح السيد ولد خليفة أن مبادرة المصالحة الوطنية سمحت ب"التأسيس لإجماع وطني واسع النطاق" و هو المسعى الذي "سمح للجزائر من إفشال مشاريع التفكيك و التدخل الأجنبي". و أضاف مؤكدا في ذات الصدد بأن الجزائر أصبحت "نموذجا ناجحا لتكريس السلم و المصالحة" و هو ما دفع بالكثير من الدول إلى الاستلهام من التجربة التي خاضتها من أجل استعادة الأمن و الاستقرار. و بالنظر إلى ذلك, "أصبح اليوم من واجب الجزائريين أن يعتزوا و يثمنوا مكاسب ميثاق السلم و المصالحة و المحافظة عليها", يتابع السيد ولد خليفة الذي دعا إلى تكريس 29 سبتمبر كيوم وطني للمصالحة الوطنية يتم خلاله التعريف بهذه المبادرة "الفريدة". و في نفس السياق, ربط المتدخل بين نجاح المبادرة و التقدم الاقتصادي الذي حققته الجزائر و التي "تمكنت بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من وضع استراتيجية للتنمية المستدامة سمحت بالدفع المسبق للديون الخارجية و ضبط التوازنات الاقتصادية و المالية و ترقية مجالات التنمية الاجتماعية ككل كالسكن و الصحة و الشغل و التربية و التكوين" وغيرها. كما عاد السيد ولد خليفة إلى استعراض مختلف المراحل التي مر بها هذا الإجراء ليوضح بأن المجتمع الجزائري أدرك بحسه الوطني أن "المصادقة على الميثاق هو طريق الخلاص من محنة هددت كيان الدولة الوطنية و مستقبل الجمهورية الجزائرية و مكاسب ثورة التحريرالوطني الكبرى". و خلص في الأخير إلى التذكير بأن هذه المبادرة التي احتضنتها أغلبية الشعب ارتكزت على قيم أصيلة في المجتمع الجزائري تحث على الصلح و التسامح. كما أنها استندت على التجارب التي مرت بها البلاد عبر التاريخ و التي "أثبتت كلها أن قوة الجزائر و حصانتها ترتكز على وحدة شعبها و تضامن كل فئاته في كل الظروف".