مرت 11 سنة على وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 11 من نوفمبر الذي يصادف اليوم الأربعاء وما زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني متجاهلا كافة القوانين والمعاهدات الدولية في الوقت الذي لا زالت القيادة الفلسطينية متمسكة بالسلام. و رغم تعالي أصوات المجتمع الدولي المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية الممارسة بحق الشعب الفلسطيني يصر الاحتلال على مواصلة عدوانه الغاشم ضاربا عرض الحائط كافة المواثيق والقوانين الدولية و هذا من خلال استمراره في توسعاته الاستيطانية و سياسة القتل و الاعتقالات اليومية و الإهمال الطبي بحق الأسرى الذين يقبعون بالسجون الإسرائيلية و غريها من الممارسات العدوانية. فقد أصدرت بلدية الاحتلال في القدس قرارا اليوم ببناء 891 وحدة استيطانية في مستوطنة مقامة على أراضي محافظة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة. وكانت البلدية قد ادعت أن خطة البناء أقرت عام 2013 وان إقرار الخطة هو تقني فقط. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أقدمت الأسبوع الماضي على المصادقة على مخطط استيطاني جديد من شأنه شرعنة بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين وبناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات المنطقة الاستيطانية الواقعة شرق مدينة رام الله في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. و في سياق الانتهاكات المستمرة لإسرائيل ،أفاد تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة "أوتشا" أن قوات الجيش الإسرائيلي نفذت ما يزيد عن 90 عملية تفتيش واعتقال في أنحاء الضفة الغربية واعتقلت 218 فلسطينيا وكان أعلى عدد من المعتقلين في القدس (38 بالمائة). وتأتي ذكرى وفاة ياسر عرفات وسط تصعيد إسرائيلي خطير بحق الشعب الفلسطيني الأعزل حيث خلفت شرارة العنف الحالية التي بدأت بمواجهات شبه يومية بين مصلين فلسطينيين و شرطة الاحتلال منتصف سبتمبر الماضي احتجاجا منهم على دخول جماعات يهودية إلى المسجد الأقصى في شرق القدس مخلفة عشرات الشهداء الفلسطينيين في القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة و مئات الجرحى. -11 سنة تمر على وفات عرفات - يصادف الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام الذكرى السنوية لوفاة القائد الرمز ياسر عرفات فهو المؤسس للثورة و صانع الهوية الوطنية التي جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية و فصائل عملها بقيادة حركة التحرير الفلسطيني (فتح) و هو الفذ الذي خاض المعارك تلو المعارك و هو الذي قاد معركة الكرامة. كما قاد عرفات المعارك السياسية أمام المجتمع الدولي بداء بخطابه في الأممالمتحدة عام 74 حين قال "جئتكم احمل البندقية بيد و غصن الزيتون بيد، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي". كما يصادف الخامس عشر من شهر نوفمبر الذكرى السنوية السابعة و العشرين لإعلان دولة فلسطين. وقال الرئيس عرفات عام 1988 في الجزائر أمام المجلس الوطني الفلسطيني "ان المجلس الوطني يعلن باسم الله و باسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق ارضننا الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف". و قامت 105 دولة بالاعتراف بهذه الدولة وتم نشر 70 سفيرا فلسطينيا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال. و قد انضم الرئيس الراحل عرفات الى فصائل المقاومة الفلسطينية للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي و هو فى ريعان شبابه (17 عاما) قبل أن يشارك فى حرب 1948 عند الإعلان عن قيام الكيان الاسرائيلى. كما يعد عرفات مؤسس حركة (فتح) التي أعلنت عام 1965 عن اندلاع الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتولى عرفات فيما بعد رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني. - دعوات لرص الصفوف للوقوف في وجه الاحتلال- في ظل استمرار السلطات الإسرائيلية في سياستها العدوانية ،طالب المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يتخذ من عمان مقرا له، القوى والفصائل بسرعة إنهاء كافة مظاهر الانقسام والفرقة وتوحيد الصفوف والطاقات في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ليكون ذلك عونا وسندا قويا لهبة الشعب ونضاله ونيل حريته واستقلاله. وشدد المجلس بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لوفاة الزعيم عرفات (أبوعمار) - على ضرورة دعم نضال الشعب الفلسطيني وهبته الجماهيرية المستمرة والمتصاعدة في وجه عدوان الاحتلال وإرهابه وبطشه مؤكدا تمسك الفلسطينيين بحقوقهم الوطنية رغم اشتداد الضغوط والقمع والإرهاب الإسرائيلي. و في كلمة ألقاها رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله بالمناسبة قال ان إحياء الذكرى الحادية عشرة لوفاة الزعيم ياسر عرفات، "إنما يؤكد إصرار شعبنا على الوفاء لقائد ثورته المعاصرة، والسير على نهجه، 'نهج الوحدة والثوابت الوطنية''. و أضاف قائلا 'ناشدنا المجتمع الدولي، بقواه ومؤسساته المختصة، للتحرك الفوري و الفاعل لإنهاء عذابات شعبنا وإعطائه الأمل بالمستقبل، وتوفير الحماية الدولية له، وإلزام الاحتلال بوقف انتهاكاتها المستمرة، فما يحدث اليوم من هبة شعبية و غضبه ،إنما هو نتاج حتمي لاستمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان والجدار، وانهيار عملية السلام". و عن قطاع غزة قال الحمد الله "أما غزة المكلومة المحاصرة، الجزء الأصيل والجميل من وطننا،القريبة جدا من وجدان ياسر عرفات، وموطئ القدم الأولى في رحلة عودته إلى فلسطين، فما تزال تحاول أن تنهض من تحت ركام الموت والتدمير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الغاشم، وما يزال أبناء شعبنا فيها يتركون فريسة للحصار الظالم المفروض عليهم منذ ثماني سنوات،وما يخلفه من فقر ومرض وبطالة متفاقمة". و كان سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى قد استنكر استمرار الاحتلال الإسرائيلي رفضه للسلام مشددا على ان فلسطين ماضية في تجسيد مشروعها القائم على النهوض بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدسالمحتلة.