تتزين جدران قصر الباي الفخم منذ بضعة أيام ب 38 لوحة فنية مخصصة لمدينة قسنطينة في القرن التاسع عشر تدعو الزائر إلى رحلة أسطورية في ماضي هذه المدينة القلعة. و يتكون هذا المعرض الذي يقترحه المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة المساهم في تنظيم هذا المعرض مع متحف الفنون و التعابير الثقافية التقليدية بقسنطينة من مطبوعات حجرية و رسومات و تماثيل صغيرة و لوحات مرسومة بالألوان المائية تمثل مشاهد غير مألوفة لهذه المدينة مثلما كانت عليه عشية الاحتلال الفرنسي. و خلال هذا المعرض المندرج في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015"أعيد بكل وفاء تصوير التاريخ الملحمي لمقاومة سكان سيرتا العتيقة و قبائل المناطق المجاورة لها عن هذه المدينة بقيادة الباي أحمد مثلما صوره الفنانون الفرنسيون. و يتناول هذا المعرض "إحدى الحقب المجيدة من تاريخ مقاومة الغزو الفرنسي في القرن ال19" حسب ما علقت عليه مديرة متحف الفنون و التعابير الثقافية التقليدية الآنسة شادية خلف الله موضحة بأن بعض هذه الأعمال تعد "نادرة و فريدة من نوعها بالجزائر". و تشكل حسبها- "وثائق أصيلة" تحتاج إلى تثمين و وضعها في خدمة الباحثين و الجامعيين و المؤرخين و علماء الآثار و الجغرافيين و المهندسين المعماريين الراغبين في الحصول على توضيحات ذات صلة بالحقبة المرجعية من خلال هذه الرسومات. و ستسمح أعمال فناني تلك الحقبة من بينهم لويس جول فيديريك فيلنوف و لويس بولونجي و سير لامبير بلايفير و أدولف دولامار و أدريان بوربروقار و تيودور شاسوريو و بيير لوتيار و ماري كلوتيلد قاليان-برتون و رافي دونيس-أوغوست و أوراس فوني بإعادة اكتشاف المواقع و الأماكن الأصيلةبالمدينة إضافة إلى الأحداث التي وقعت قبل و أثناء سقوط المدينة. و يعد "الحصار الثاني لقسنطينة" و "معركة لا بريش" و "موت الجنرالين الفرنسيين دامريمون و بيريقو اللذين قتلا في 12 أكتوبر 1837 من طرف المقاومة القسنطينية" و "الدفاع القسنطيني يعلن عن اقتراب الجيش الفرنسي" و "الاستيلاء على قسنطينة" و "مقاومة أكتوبر 1837" من بين أهم الأعمال التي يقبل عليها الزوار بكثرة خلال هذا المعرض حسب ما لوحظ.