أعلنت السلطات المالية عن فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة عشرة أيام بداية من يوم السبت, عقب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فندق "راديسون بلو" بالعاصمة باماكو والذي راح ضحيته عشرات الأبرياء في الوقت الذي جددت فيه الأسرة الدولية دعمها للحكومة المالية في مسارها نحو السلام وفي مواجهة كل من يسعى إلى تقويضه. فقد اتخذت الحكومة المالية أمس الجمعة قرار فرض حالة الطوارئ في البلاد عقب اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء ترأسه الرئيس, إبراهيم بوبكر كيتا, حيث تم الإعلان أيضا عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا الذين سقطوا إثر الهجوم. وكان رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, الذي "تابع لحظة بلحظة" تطورات الأوضاع في باماكو, قد أمر فور وقوع الاعتداء بتنصيب خلية أزمة "استعجالية" على مستوى وزارة الشؤون الخارجية قصد استقاء المعلومات حول هذا الاعتداء و تأثيراته. وقد تم تنفيذ عملية عسكرية مشتركة من أجل تحرير الرهائن المحتجزين بالفندق, أسفرت حسب وزير الأمن المالي, ساليف تراوري, عن مقتل 27 شخصا من أصل 170. وبخصوص الوفد الدبلوماسي الجزائري الذي كان في "راديسون بلو", أعلن وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي, رمطان لعمامرة, عن تحرير كافة أعضائه مؤكدا أن "إطارات الدولة الستة - أعضاء الوفد - سالمون معافون". وأوضح السيد لعمامرة أن تحرير هذا الوفد جاء بفضل تدخل القوات المشتركة لبعثة الأممالمتحدة إلى مالي (مينوسما) والقوات المسلحة المالية مشيرا إلى أنه تم كذلك خلال التدخل إخراج رعية جزائرية سابعة, الذي يعمل كإطار بشركة فرنسية. وأضاف أنه فور الإعلان عن احتجاز الرهائن, أقام "اتصالات مستمرة" مع نظيره المالي ,عبد اللاي ديوب, ومع رئيس المينوسما, مونجي حمدي, للاطلاع على حالة الوفد الجزائري والتأكيد مجددا على "دعم الجزائر وتضامنها التام مع مالي". الأسرة الدولية تؤكد دعمها لمالي في مسارها نحو السلام تطابق الموفق الجزائري الداعم للحكومة في مسارها نحو السلام مع مواقف الأسرة الدولية, فقد جدد السيد لعمامرة إدانة الجزائر الشديدة ل"كل عمل إرهابي بكل أشكاله في أي مكان" مؤكدا "دعم الجزائر وتضامنها التام مع مالي". وفي هذا الصدد أدان مجلس الأمن الدولي ب"شدة" الهجوم, وأكد أعضاءه ال15 "تضامنهم الكامل" مع السلطات المالية في حربها ضد الإرهاب ونددوا ب"شدة بكل الأعمال الرامية إلى تقويض مسار السلام بمالي". ومن جهتها أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية وقوفه مع شعب مالي واستعدادها لمساعدة حكومة مالي في الأيام المقبلة. وأكد الرئيس الأمريكي, باراك أوباما, أن هذه الهجمات "لم تؤدي إلا إلى تشديد عزيمة الولاياتالمتحدة وحلفائها الذين لن يتساهلوا في قتال هؤلاء الذين استهدفوا مواطنيهم ولن يسمحوا بأن يجد المتشددين ملاذا آمنا". ودعا الرئيس الروسي, فلاديمير بوتين, بدوره المجتمع الدولي إلى "تعاون أوسع من أجل درء التهديدات الإرهابية" وذلك عقب هجمات باماكو مؤكدا أن هذه الجريمة أكدت أن "الإرهاب يهدد العالم قاطبة ويستهدف قتل الناس بغض النظر عن جنسيتهم وديانتهم". بينما أعلنت الخارجية الروسية روسيا عن مقتل مواطنين روسيين خلال الهجوم. وبدورها أدانت الصين الهجوم الذي فقدت إثره ثلاثة رعايا ومعتبرة أن "حكومة مالي والمجتمع الدولي قد بذلا جهودا كبيرة في عمليات الإنقاذ غير أن المهاجمين فقدوا الضمير الإنساني تماما وارتكبوا جرائم وحشية وغير إنسانية" . وعلى الصعيد العربي, أدانت مصر الهجوم الإرهابي وأكدت وقوفها مع حكومة وشعب مالي في مواجهة "الإرهاب الغاشم" معتبرة أن "الحوادث الإرهابية التي شهدتها عدة دول مؤخرا إنما تؤكد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية تقتضى توحيد كافة الجهود لمواجهتها من أجل اجتثاثها من جذورها". وأدان الأزهر الشريف الهجوم وأكد أن "الإسلام بريء من هذه الممارسات الإرهابية النكراء ومن هؤلاء المجرمين الذين تجردوا من أقل معاني الإنسانية, وأن تلك الأفعال اليائسة لا تمت للإسلام بصلة وهو منها براء".