أولت الصحف التونسية الصادرة اليوم الأربعاء اهتماما كبيرا للعملية الإرهابية التي استهدفت حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة تونس وأدت الى وفاة 13 شخصا معتبرة أياها بالمنعرج الخطير الذي يضرب البلاد في العمق. وفي هذا الصدد إعتبرت صحيفة الصباح هذه العملية الارهابية "تكتيكا جديدا" للتنظيمات الارهابية لضرب الامنيين و المدنيين على حد سواء مشيرة الى ان طبيعة هذا العمل يحمل بصمات تنظيم "داعش" الارهابي وفيه "اعداد مسبق" لان الحافلة دائما ما كانت تنطلق من تلك المنطقة في طريقها نحو قصر قرطاج. ودعت الجريدة إلى "عدم التسامح" مع العائدين من سوريا الذين رجعوا من أجل تنفيذ أجندة معينة "مخطط لها من قبل قيادة تنظيم داعش" وذلك قبل أن تطالب بضرورة "تطوير العمل الاستخباري" لحماية الجبهة الداخلية في هذه الحرب على الارهاب. كما ذهبت جريدة "الصباح" في هذا الباب الى التأكيد على أهمية تسريع الحلول لمحاربة الفقر الذي يبقى "أول سبب اجتماعي يتسلل من خلاله الارهاب الى المجتمع". ومن جانبها كتبت جريدة الصحافة في افتتاحيتها أن الارهاب وفي مربع امني دقيق وسط العاصمة تونس يؤشر على أن الجماعات الارهابية قد "خرجت من إرهاب الاحراش الى ارهاب المدينة ومواقع السيادة". وأشارت نفس اليومية الى انه من العبث اليوم "الاستخفاف" بالجماعات الارهابية النائمة على الاراضي التونسية ومن العبث ايضا التخفيف من خطورة حادثة شارع محمد الخامس . وبعد ان ذكرت ان هذه العملية تؤكد على وجود "ثغرة في العمل الاستباقي"تساءلت عن كيفية تفسير "تسرب إرهابي الى حافلة الامن الرئاسي بكل هذه السهولة المحيرة". أما جريدة التونسية فقد اكتفت بالاشارت الى أن التخوفات من العمليات الارهابية بعد عملية محمد الخامس بالعاصمة "مازالت قائمة بجدية" من حصول عمليات ارهابية أخرى متزامنة لاسيما وان الامن التونسي أكد حسبها منذ فترة على وجود خلايا ارهابية منتشرة في كامل التراب التونسي. كما نشرت الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة بمناسبة هذه الحادثة الاليمة والتي دعا فيها الى حشد عزائم القوى الامنية والوقوف صفا واحدا في وجه الارهاب البغيض لتكون تونس سدا منيعا أمام محاولات زعزعة استقرارها. وبدورها فقد اكتفت يومية الشروق التي عنونت صفحتها الاولى "الارهاب يضرب في قلب العاصمة" ورئيس الجمهورية يعلن عن حالة الطوارئ عبر كامل التراب التونسي وكذا حضر التجول في تونس الكبرى بالتطرق الى وقائع العملية الارهابية. كما تطرقت اليومية الى ردود فعل الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني المنددة بالعملية الارهابية والتعبير عن وقوفها الى جانب أجهزة الامن والجيش الوطنيين في مثل هذا الظرف العصيب في مواجهة عصابا الاجرام .