أعلنت الحكومة التونسية عن ”خطوات” لتعزيز تواجد قوات الجيش والشرطة على مستوى الحدود مع الجزائر، بعد مجزرة متحف باردو الأربعاء الماضي. وجاء في بيان صادر عن ديوان الرئاسة التونسية، أن أربعة من المعتقلين على صلة مباشرة بالهجوم، بينما يشتبه في خمسة آخرين، وقال البيان إن تونس تواجه ”ظروفا استثنائية”، وأعلن عن اتخاذ خطوات لتعزيز وجود الجيش والشرطة على الحدود مع ليبيا والجزائر، كما تقرر نشر الجيش التونسي في المدن الرئيسية لتعزيز الأمن. وعلق لصحيفة ”لوفيجارو” الفرنسية، جان شارل بريزار، رئيس مركز دراسات تحليل الإرهاب، بشأن ما حدث في تونس، وتأثير الفوضى في ليبيا على المنطقة، بأن ”الهجمات التي تتعرض لها القوات التونسية تضاعفت، حيث قتل نحو 60 جنديا وشرطيا منذ 2011، وهناك تهديد مباشر من ليبيا، التي أصبحت معقلا للإرهاب في شمال إفريقيا، وملاذا للجماعات المسلحة مثل داعش، وأنصار الشريعة، وجماعة المرابطون بقيادة مختار بلمختار، كما أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بقيادة عقبة بن نافع، نشط جدا في تونس. وأضاف الخبير أن ”تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، قد يكون هو من نفذ الهجوم الإرهابي، لأنه يضم نحو 100 مقاتل مزروعين في تونس منذ 2012، وعلى مستوى كبير من التنظيم، وأطلق العديد من الهجمات ضد رجال الشرطة، ودعا في رسالة صوتية، تم نشرها سابقا، لهجمات ضد البلاد”، موضحا أنه ”حتى ذلك الوقت كانت عملياتهم مركزة في منطقة جبل الشعانبي، على الحدود الجزائرية”. ورغم تبني ”داعش” العملية الإرهابية، غير أن بريزار، قال إن هجوم باردو أطلقه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ضمن إطار تنافسي مع تنظيم داعش، للسيطرة وفرض السيادة على تلك المنطقة، ولكن هناك فرضية آخرى، وهو أن يكون داعش هو من نفذ العملية بهدف نقل الصراع إلى ما وراء ليبيا. أمين. ل رئيس الحكومة أبرز أن تونس ستنتصر مهما كانت التضحيات التونسيون يثورون ضد الإرهاب في مسيرات عيدهم الوطني أفاق أمس، التوانسة بعد أن خفت وطأة اعتداء باردو الدامي الأربعاء الفارط، الذي خلف 21 قتيلا بينهم 20 سائحا، ونزلوا بالمئات إلى الشارع للتنديد بالإرهاب والتشديد على ضرورة الوحدة الوطنية. وبالمقابل تم الكشف عن اسمي الإرهابيين الذين نفذا هجوم باردو، كما تمكنت وحدات الأمن من القبض على 9 عناصر متهمة في هذه القضية منهم 4 لهم علاقة مباشرة بالجريمة. استجاب أمس، التوانسة لدعوة الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية ونداءات صفحات الفايسبوك، للخروج إلى الشارع والتجمع أمام متحف باردو، للتنديد بالإرهاب وبالعملية المرعبة التي أودت بضحايا من ”ضيوف تونس”، ورفعوا شعارات منددة بالإرهاب والتطرف. الحبيب الصيد: ”تونس ستنتصر على الإرهاب مهما كانت التضحيات” في ذات السياق، أكد رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، أن بلاده ”تواجه أخطارا جمة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها وبث الفوضى”، داعيا جميع المواطنين إلى أن يدركوا أن البلاد تخوض حربا ضد الإرهاب من أجل حماية النظام الجمهوري والمسار الديمقراطي، والنمط المجتمعي التونسي الذي يعتبر نمط الوسطية والاعتدال والتسامح. وقال الصيد، خلال لقائه برؤساء وممثلي الأحزاب السياسية، في أعقاب الهجوم الإرهابي على متحف باردو، إنه ”مهما كانت التضحيات فإن التونسيين سينتصرون على الإرهاب، وإنه بقدر العزم القوي على التصدي للإرهاب بدون رحمة أو شفقة، فإننا حريصون على ترسيخ المسار الديمقراطي ودولة القانون وتعزيز الحريات العامة والفردية”، مضيفا أن ”الهدف من هذا اللقاء هو توجيه رسالة قوية للإرهابيين وكل أعداء مسار تونس الديمقراطي في الداخل والخارج، مفادها أننا جميعا حكومة وأحزابا ومنظمات وطنية ومكونات مجتمع مدني، جبهة صماء لمقاومة عصابات الإرهاب والقتل والإجرام”، حسبما جاء في بيان لرئاسة الحكومة. الولاياتالمتحدة سارعت إلى عرض المساعدة على تونس في التحقيقات من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية، جوش إرنست، إن الولاياتالمتحدة عرضت على تونس المساعدة في التحقيق في ملابسات الهجوم على متحف باردو، وأكد خلال مؤتمر صحفي، على أن مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب، ليزا موناكو، اتصلت هاتفيا بعد الحادثة مع وزير الداخلية محمد الناجم الغرسلي، ”لتعرض عليه الدعم والتعاون”. ... هكذا خطط الإرهابيون لاقتحام متحف باردو بعد الكشف عن اسمي الإرهابيين الذين نفذا هجوم باردو، تمكنت وحدات التدخل من القبض على 9 عناصر متهمة في القضية، منهم 4 على علاقة مباشرة بالجريمة، وأبرزت التحقيقات الأولية لمصالح الأمن أنّ المخطط انطلق إثر لقاء جمع الإرهابيين جابر الخشناوي، أصيل ولاية القصرين، بياسين العبيدي، أصيل حي شعبي بالعاصمة، واتفق الإرهابيان على تنفيذ عملية إرهابية في مؤسسة حساسة تابعة للدولة، ليقرّرا في النهاية تنفيذ ضربة ارهابية تستهدف متحف باردو نظرا لقيمته على المستوى الوطني والدولي. وحسب ما نقلته مصادر إعلامية على لسان مصدر أمني، فإنّ الإرهابيين كانا يلتقيان في مسجد بحي شعبي بالعاصمة، برفقة مجموعة من العناصر المتطرفة، وكان الجميع يخططون لكيفية تنفيذ عملية إرهابية في مؤسسة استراتيجية، وقد تمّ اختيار متحف باردو، ولم يكن مجلس النواب هو هدفهم، وذكر المصدر الأمني، أنّ متحف باردو كان تحت مراقبة العناصر الإرهابية منذ حوالي 20 يوما، مشيرا إلى أن الإرهابي جابر الخشناوي، زعيم الخلية الإرهابية، خطّط لتفجير المكان بأكمله، ولكن تدخل أعوان الأمن الرئاسي جعله يفشل في مخططه.