أجمع المشاركون في ملتقى نظم بالجزائر العاصمة حول الأزمة الليبية على أن الجزائر تساهم في البحث عن تسوية للنزاع الليبي عبر الحوار و تعمل على إقامة المؤسسات الليبية و تعزيزها. و قد تدخل عديد الخبراء في إطار الملتقى الذي نظمته جامعة الجزائر 3 حول موضوع "الأزمة الليبية و نتائجها على امن و استقرار البلدان المغاربية و آفاق تسويتها". في هذا الصدد أكد عميد كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية بالجزائر بلقاسم اراتني أن المساهمة الجزائرية في حل الأزمة الليبية تتمثل في تفضيل الحل و التسوية السياسية للنزاع. و أعرب عديد المتدخلين من بين الجامعيين عن تفاؤلهم بحل الأزمة التي يعرفها هذا البلد العربي و العضو في الاتحاد المغاربي. و يتعلق الأمر في الواقع بأزمة لا زالت مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات و نصف عقب سقوط نظام معمر القذافي. كما أشار ذات الخبراء في العلاقات الدولية إلى أن "الطابع السياسي" للازمة التي تعاني منها الدولة الليبية يشكل إشارة ايجابية للمشكلة. و أكدوا في هذا الخصوص أن "الأزمة الليبية لها طابع سياسي عكس الأزمتين العراقية و السورية الذين تغذيهما النزاعات العرقية و المذهبية". في هذا السياق أشار المتدخلون إلى أن الأزمة في ليبيا يمكن تجاوزها لان الأزمات المعقدة و الخطيرة هي تلك التي تكون ذات طابع مذهبي و عرقي. كما حذر عميد كلية العلوم السياسية بالجزائر من سوء استعمال مصطلح "مصدره الخيال الغربي" يكرس مفاهيم بعيدة عن واقع المجتمع الليبي. و أوضح في هذا الإطار انه "في تاريخ إفريقيا غالبا ما كانت العوامل الاقتصادية سببا في النزاعات". و أوصى السيد اراتني في هذا الصدد ب"ضرورة الحذر لأنه لا توجد أقليات في المغرب العربي حتى في ليبيا". للتذكير أن هذا الملتقى الذي دام يوما واحد كان فرصة لإثارة نقاش بين الجامعيين الذين ناقشوا و حللوا مختلف الجوانب المرتبطة بالأزمة الليبية التي لا زالت الأطراف الفاعلة فيها منذ سنة في خضم مسار حوار سياسي من اجل التوصل إلى حل سياسي يختاره الليبيون أنفسهم. و قد شارك في هذا النقاش كل من رئيس اللجنة العلمية مسعود شعنان الذي تمحورت مداخلته حول مسببات "انهيار النظام الليبي" و عبد الوهاب بن خليف الذي أسهب في تحليل تداعيات هذا الانهيار على المستوى الإقليمي. كما تطرق متدخلون آخرون إلى مختلف أوجه هذا النزاع الذي يشهده بلد جار للجزائر و "آثاره على الأمن".