* مجلس النواب يحدد خارطة طريق قبل 20 أكتوبر وأوباما يعترف بخطأ المجتمع الدولي حذر خبراء جزائريون من انعكاسات اقتراب انقضاء عهدة برلمان طبرق المعترف به دوليا، 20 أكتوبر، على أمن ليبيا والأمن الإقليمي، في حال تعثر التوصل إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، وسط إعلان مجلس النواب عن خارطة طريق ترسم المرحلة المقبلة. صرح الجامعي عمر بغزوز، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تيزي وزو، أن ”انتهاء عهدة برلمان طبرق في نهاية أكتوبر المقبل، يمكن أن يجر ليبيا إلى مأزق أكثر خطورة من الوضع الحالي في حالة فشل الحوار بين الأطراف المتنازعة”، مضيفا أن ”تسوية الأزمة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي هذه الحالة فإن انتهاء عهدة برلمان طبرق لن يكون له أي تأثير على الأزمة في هذا البلد”. وأشار إلى ”أن ليبيا لم يسبق لها أن عرفت الديمقراطية وهي تعاني من مشاكل هيكلية عديدة تضاف إلى تزايد تأثير الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، لذلك فإن الأطراف الليبية مطالبة بتقديم تنازلات لتقريب مواقفها الخاصة وإخراج بلادهم من الأزمة”. أما بخصوص الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المجموعة الدولية في إطار تسوية الأزمة الليبية، فأبرز بغزوز أن ”كثيرا من الوساطات تقتل الوساطة”، في إشارة منه إلى عديد مبادرات الوساطة التي قامت بها بعثة الأممالمتحدة لليبيا، وتابع بأنه ”يجب الاكتفاء بوساطة واحدة في حالة الأزمة الليبية، حيث أن كثيرا من الحالات تؤكد ذلك في تاريخ تسيير النزاعات الدولية”، مشددا على أن البلد المحتضن للمحادثات بين الليبيين يجب أن يكون بلدا محايدا وجارا لليبيا، متسائلا عن معايير اختيار المغرب للوساطة الدولية. من جانبه، أبرز الدكتور عبد الوهاب بن خليف، أستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، في تصريح ل”واج”، أن ”الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل ليبيا”، مؤكدا أنه في ”حالة فشل محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة فإن هذا البلد سيتجه نحو المجهول”، واعتبر أن ”انتهاء عهدة برلمان طبرق لن يكون له أي تأثير على النزاع في ليبيا بما أن هذا الأخير كان موجودا قبل انتخاب هذا البرلمان”. وأضاف المتحدث أن ”الجانب الأمني يطغى على الجانب السياسي في ليبيا”، مؤكدا أن ”المشكل الحقيقي في هذا البلد يتمثل في تحكم الميليشيات المسلحة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية”، وخلص إلى أنه ”لا برلمان طبرق ولا برلمان طرابلس استطاعا فرض الأمن والاستقرار السياسي بما أن الميليشيات هي التي تمتلك السلطة الحقيقية”. وتأتي التحذيرات بعد أن أكد المكتب الإعلامي لمجلس النواب بطبرق، أن الإعلان عن خارطة طريق ترسم معالم المرحلة المقبلة سيجري قبل ال20 من أكتوبر القادم، وأوضح أن مجلس النواب لا توجد لديه نية في التمديد وأنه سيُحدد من سيتولى أمور الدولة الليبية حسب رغبة الشعب وبما يكفل عدم وجود فراغ سياسي، مشيرا إلى أن ذلك من محاضر اجتماعات لجنة خارطة الطريق. من جهة أخرى، اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بخطأ المجتمع الدولي في ليبيا الذي تأخر في فعل المزيد لتجنب حدوث فراغ في القيادة، وهو الاعتراف الذي يأتي بينما تحاول الأممالمتحدة قيادة مفاوضات لإنهاء القتال بين حكومتين تتنازعان على السلطة ومن وراء كل منهما أطراف مسلحة.