أشاد الخبير في العلوم السياسية الأميرال جون ديفورك اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا. و نوه الأميرال ديفورك خلال محاضرة نشطها بالمدرسة العليا للشرطة"على تونسي" بشاطوناف، تحت عنوان "شمال إفريقيا والساحل في مواجهة الرهانات الجيوستراتيجية"، بدور الجزائر في المنطقة و "كذا تجربتها في نشر ثقافة السلم والمصالحة". كما تناول الأميرال جون ديفورك موضوع "الرهانات والتحديات التي تهدد دول شمال إفريقيا والساحل" من منطلق تكوينه الأكاديمي، وأيضا من خلال تجربته كضابط في البحرية، مستشهدا ب"مجموعة من المعطيات التاريخية التي تتعلق بمجموعة من الأحداث التي ميزت العالم بعد فترة الحرب الباردة"، التي عرفت تطورات خطيرة. و أضاف الخبير أن مسألة اللاجئين التي أصبحت تعرفها القارة الأوروبية خلقت اختلالات في التوازن وأفرزت ورشات حقيقية ووضعية أطلق عليها إسم تدفق العالم. وتناول من خلال محاور الندوة "التحديات الأمنية في شمال إفريقيا"، معتمدا على "منهجية تسيير الفضاء المتوسطي والأوروبي بالمفهوم الإستراتيجي". و أكد المحاضر بأن الفضاء في منطقة الساحل وشمال إفريقيا "لم يتلق الاهتمام اللازم من الناحية الدراسية، باعتباره فضاء يتميز ببؤر للتوتر وله خصوصيات بالنظر للتركيبة البشرية التي تكونه، وكذلك عامل المناخ الذي يلعب دورا كبيرا في التطور على جميع المستويات". و أضاف أن منطقة الساحل والصحراء كانت تعرف خلال مراحل مختلفة من تاريخها "حركية تجارية وإنسانية كثيفة"، أدت مع مرور الوقت إلى "تدفق جديد وحركية إجرامية بسيطة، زادت حدتها مع الاضطرابات السياسية التي تعرفها المنطقة، كانتشار الأسلحة الثقيلة والخفيفة، الجريمة المنظمة، المخدرات إلى جانب الرهانات الاقتصادية والسياسية التي أصبحت تفرزها الثروات الطبيعية للمنطقة". في نفس السياق، ألح المحاضر على "ضرورة توفر الأمن في كل عملية تنمية"، معتمدا على مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تندرج في مقاربته لشرح وفهم الرهانات التي تحدق بدول المنطقة، "كمسألة الحدود، مشروع المغرب العربي و الإتحاد الإفريقي". و دعا إلى ضرورة إشراك كافة فئات المجتمع التي تعيش في المنطقة على اختلاف عاداتهم ومعتقداتهم في تحقيق فضاء يعيش فيه الجميع في سلام وأمن. و طالب ب"توحيد جهود الجميع وتكاملها"، بالإضافة إلى "ضرورة خلق حركية خاصة بالنسبة للقوات العسكرية وعدم ترك المجال للعصابات الإجرامية لكي تحقق مآربها". واغتنم اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني المناسبة لتكريم الأميرال جون ديفورك على مساهمته القيمة في إثراء معارف الحاضرين بالمدرسة العليا للشرطة و كذا طلبة المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة، ومدرسة طيبي العربي بسيدي بلعباس الذين تابعوا المحاضرة مباشرة عن طريق تقنية "الفيديو محاضرة". ويعد الأميرال جون ديفورك أستاذ مشارك في معهد العلوم السياسية ومدير الدراسات في معهد الأبحاث الإستراتيجية للمدرسة العسكرية لباريس وخبير لدى المنظمات الدولية (المجموعة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة حلف شمال الأطلسي) ومؤلف للعديد من المنشورات الدولية حسب منظمي هذا اللقاء.