أكد الخبير الفرنسي ،الأميرال جون ديفورك يوم الأربعاء بوهران ان للجزائر دور جوهري في تطوير التعاون في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط . "تحتل الجزائر التي تعد باب إفريقيا مكانة هامة في القدرة على تطوير التعاون في غرب البحر الأبيض المتوسط" كما أبرز السيد ديفورك خلال محاضرة ألقاها بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد. وشكل "العالم القادم- رهانات جيو إستراتيجية وآفاق للجزائر وفرنسا" موضوع هذا اللقاء المنعقد في إطار الأنشطة العلمية للجامعة بحضور العديد من الأساتذة والطلبة. وقد كانت العولمة والتحديات الجديدة للقرن ال21 في صلب تدخل المحاضر الذي أكد على "ضرورة إطار جديد للتحليل كفيل بالإجابة عن أسئلة متعلقة بالديموغرافية وعولمة الأسواق والبيئة". "ويتعين ضبط هذه التحديات التي تحمل صدامات وصراعات وتوترات حتى يتسنى جعل من التنوع مؤهلا ومن التنافسية نقطة للتقارب بدلا من المواجهة" كما أوضح المحاضر. ويتعلق الأمر بالتفكير في نموذج سياسي و اقتصادي و اجتماعي للعقود المقبلة "تطابقا مع التحول الديموغرافي والهاجس الإيكولوجي الذي يحمل فكرة خطيرة مفادها أن كوكب الأرض قد يتعرض الى نقص في الموارد". ويرتكز التفكير المقترح من طرف ذات المتدخل خصوصا تضافر القدرات الجماعية من أجل استغلال و تسيير ناجعين للثروات الطبيعية التي تعد ممتلكات مشتركة للبشرية. ويستوجب أن تتجه الآفاق نحو "الرفاهية للأجيال المقبلة" كما أكد ،ميرال جون ديفورك مشيرا إلى مثال الموارد المتواجدة في قاع البحر حيث -كما قال" "التوجه اليها يعد أصعب من مهمة إلى الفضاء". "تعد هذه الثروات ملكيات جماعية والتي يجب أن يتم تسييرها جماعيا" وفق نفس المتحدث قبل التطرق إلى الإطار المتوسطي والقرب الجغرافي لبلدان الحوض الغربي. "عندما نكون فرنسيين وعندما نكون جزائريين وعندما نكون من البحر الأبيض المتوسط وعندما نكون متعودين على هذا الواقع للقرب نقول أن هناك في هذا اللبس للعالم الذي نعيش فيه يوجد الشامل والمحلي في آن واحد " كما أشير اليه. "ويكمن الشامل في الفهم الجيد لما يحدث والمحلي يسمح بتنفيذه. لدينا اليوم في الإطار المتوسطي وفي عمق منطقة البحر الأبيض المتوسط لحظة من التاريخ" حسب المحاضر. وإستنتج أنه "إذا كانت لدينا الحكمة لإعادة التفكير في الفضاء الملموس الذي نعيش فيه سنطور ربما طريقة جديدة للتعاون وهي تعاون أوسع ومنتجا أكثر". ويعد الاميرال جون ديفورك أستاذ مشارك في معهد العلوم السياسية ومدير الدراسات في معهد الأبحاث الإستراتيجية للمدرسة العسكرية لباريس وخبير لدى المنظمات الدولية (المجموعة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة حلف شمال الأطلسي) ومؤلف للعديد من المنشورات الدولية حسب منظمي هذا اللقاء.