جدد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، اليوم الأحد بورقلة دعوته للمستثمرين و رجال الأعمال إلى الإلتفات إلى قطاع الثقافة و دعمه باعتباره رافدا "هاما" من أجل ترقية و تطوير الإقتصاد الوطني. وأوضح الوزير خلال إشرافه على افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للكتاب و الأدب أن دائرته الوزارية فتحت منذ مدة وجيزة ورشة للبحث في سبل الإستثمار الثقافي لإدراكها بأنه "رهان" يمكن كسبه إذا ما أحسن التعامل معه وإذا ما تم إقناع المستثمرين للخوض فيه. وأكد أن " الدولة تؤمن الفضاءات و المرافق الثقافية و توفر الدعم المالي و الإسناد اللازم و القوانين لضمان خدمة ثقافية عمومية " غير أنها كما أضاف-- " لا يمكنها ضمان نوعية راقية لهذه الخدمة إذا ما لم تكن هناك أطراف أخرى تشارك في تحسين الأداء". واعتبر السيد ميهوبي بالمناسبة الخدمة الثقافية شأن إقتصادي يمكن للمستثمرين الخوض فيه كما هو معمول به في الدول التي استطاعت بناء أممها و طورت ثقافتها قبل أن يؤكد في نفس السياق أن الجزائر تعد بلدا مهيأ لأن يتوفر على منظومة ثقافية وطنية متفتحة تعكس الثراء و الزخم التاريخي و الثقافي الذي تتميز به . ولدى تطرقه لمسألة الإصلاح الثقافي الذي تعمل وزارة الثقافة على تجسيده في الوقت الراهن، ذكر الوزير أنه سيتم ضبط خريطة جديدة للمهرجانات و مراجعة مصادر البحث عن التمويل الإضافي لمختلف الفعاليات، إضافة إلى إعطاء "أولوية" للعمل الثقافي الذي يخدم فعليا صورة الجزائر في الداخل كما في الخارج و البحث في كيفيات تحقيق إشعاع ثقافي. وأكد على هامش إشرافه على افتتاح معرض الكتاب المنظم ضمن فعاليات هذا المهرجان في طبعته الثانية أن وزارته تسعى إلى تحسين أداء النشر في الجزائر و العمل على تصفيته من "الطفيليين" و الناشرين "الموسميين" ممن يقتصر نشاطهم ضمن بعض التظاهرات الثقافية فقط. وبعد أن أشار " أنه من غير المعقول" أن يحرم أي جزائري من الخوض في مجال النشر شدد بأن التركيز سيكون مستقبلا على من "يتوفر على الإمكانيات و يحوز على المعايير الحقيقية للنشر". وأكد وزير الثقافة أن الأولوية ستمنح أكثر للنشر الموجه للأطفال على أن يكون "منبثقا من بيئة و ثقافة و تاريخ الطفل الجزائري" و العمل على "تطوير كتاب الطفل نظرا للحاجة الملحة إلى ذلك" مضيفا بأن الجزائر لم تصل بعد إلى إصدار 10 آلاف عنوان في السنة بما فيها الكتاب الشبه مدرسي. ويشارك في هذا المهرجان التي ستتواصل فعالياته إلى غاية الأربعاء المقبل أساتذة و أدباء وباحثين و محاضرين و فحول شعراء جزائريين وعرب يمثلون حوالي 10 دول عربية و أجنبية الذين سينشطون أيام الملتقى الدولي حول "حضور الصحراء في أدب الرحلة" وباقة من الأمسيات الشعرية و الموائد المستديرة . وسيقف المشاركون في هذه التظاهرة الأدبية على أهم الدراسات التي اهتمت بموضوع الصحراء كفضاء منتج للمعرفة و القيم و التواصل و حضورها في أدب الرحلة كما أشار إليه رئيس الملتقى الدكتور العيد جلولي. وجرى ضمن فعاليات المهرجان افتتاح معرض الكتاب (13-16-ديسمبر) بمشاركة ما لا يقل عن 76 دار نشر من مختلف ولايات الوطن و أخرى تمثل دور نشر أجنبية على غرار فرنسا و لبنان والمملكة العربية السعودية . ويعرض المشاركون مراجع وكتب و مجلدات في شتى حقول العلم والمعرفة من بينها العلوم و الرياضيات و الأدب و اللغات و الشريعة وغيرها.