أعرب الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، اليوم الأحد عن أسفه "الشديد" لموقف المجتمع الدولي الذي "يقف متفرجا أمام واحدة من أفضع انتهاكات القانون الدولي و القانون الدولي الإنساني" و المتمثلة في الاحتلال المغربي لأجزاء من الصحراء الغربية و حرمان الشعب الصحراوي من الحق الإنساني الأساسي في تقرير المصير. وقال الرئيس الصحراوي و الأمين العام لجبهة البوليساريو، في حفل استلامه لجائزة اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان و حمايتها اليوم بالجزائر، أنه في الوقت الذي نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان "لا يزال المجتمع الدولي يقف متفرجا مع الأسف الشديد أمام واحدة من أفضع إنتهاكات القانون الدولي والمتمثلة في الاحتلال المغربي اللاشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية و حرمان الشعب الصحراوي للحق الإنساني الأساسي في تقرير المصير". وأضاف أن دولة الاحتلال المغربي تواصل ارتكاب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الصحراويين العزل في ظل الحصار و التضييق و الملاحقة وبوجود جدار عسكري فاصل مدجج بملايين الألغام المضادة للأفراد و المحرمة دوليا، معتبرا أن ذلك يشكل بوضوح "جريمة ضد الإنسانية". كما أن جرائم الغزو المغربي تجلت في قصفه للصحراويين العزل بقنابل "النابالم" و "الفوسفور الأبيض" المحرمة دوليا سنة 1976 في محاولة إبادة حقيقة تشهد عليها المقابر الجماعية التي تم اكتشافها سنة 2013 - يضيف الرئيس الصحراوي، مشيرا إلى المملكة المغربية " تنتهك الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لشعوب المنطقة بإغراقها بسموم المخدرات كأكبر منتج و مصدر لها في العالم". وبالمناسبة توجه الرئيس الصحراوي إلى شعبه و إلى كل الأصدقاء و الأشقاء و للعالم أجمع بأن مرور أكثر من 40 سنة من كفاح الشعب الصحراوي "الذي تجمعه نفس المنطلقات و المبادئ مع مبادئ الشعب الجزائري لتحقيق التحرر من نير الإستعمار" إنما تؤكد بأن "النصر حتمي و قادم و قريب و أن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل". وفي نفس الكلمة، عبر الرئيس الصحراوي عن افتخاره بحمل هذه الجائزة "لأنها موجهة إلى كل بنات و أبناء الشعب الصحراوي البطل و إلى كل شهدائه البررة اللذين ضحوا من أجل حقوقه المشروعة في العيش في كنف الحرية و الاستقلال". كما اعتبر أن هذه الجائزة موجهة أيضا "إلى بطلات و أبطال الصمود في مخيمات العزة و الكرامة و إلى كل ضحايا القمع الوحشي المغربي في الأراضي المحتلة و إلى معتقلى إكديم إيزيك و إلى كل المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين ظلما و عدوانا في سجون دولة الاحتلال المغربي". وعبر الرئيس الصحراوي عن عميق اعتزازه بالجائزة "خاصة و أنها آتية من الجزائر أرض الحرية و الكرامة و العزة و الإباء و أرض الشهداء"، معتبرا أنه "ليس هذا بغريب على الجزائر مهد ثورة نوفمبر المجيدة التي قهرت الظلم و العدوان و انتصرت للحق و العدالة، وها هي اليوم بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تتشبث بموقفها المنسجم مع الشرعية الدولية إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحة من أجل الحرية و الإستقلال". كما عبر السيد عبد العزيز عن إمتنانه للجنة الوطنية الإستشارية لحقوق الإنسان "التي ما فتئت تقوم بجهود حثيثة للدفاع عن قضية الشعب الصحراوي العادلة "، مذكرا بمواقف اللجنة "الواضحة و الصارمة "بهذا الخصوص على غرار المطالبة بتوسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان و حمايتها في الأراضي المحتلة و التقرير عنها.