تعيش تمنراست على وقع أجواء فنية متنوعة تصنعها فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية المتواصلة بعاصمة الأهقار . وأضفت هذه التظاهرة الثقافية والفنية على المنطقة والتي تتزامن مع العطلة المدرسية الشتوية حركية كبيرة حيث تحولت إلى قبلة لعشاق الأغنية الأمازيغية وللسياح الوافدين من مختلف جهات الوطن . وتتواصل هذه الفعاليات التي افتتحت أمسية أول أمس السبت وتقتصر في هذه الطبعة على المسابقة بين الفرق المشاركة والأنشطة الموسيقية بتنظيم سهرات فنية فوق المنصة الضخمة التي نصبت بساحة أول نوفمبر بمدينة تمنراست والتي تستقطب جمهورا من كل الفئات قصد الترفيه عن النفس و الإستمتاع بوصلات من تراث الفن الأمازيغي على الرغم من برودة الطقس وهو ما يعكس اهتمامهم بالأغنية الأمازيغية الأصيلة كما توحي عدة انطباعات جمعتها "وأج" في أوساط المتفرجين. وعرفت السهرتين الماضيتين من هذا الحدث الثقافي تألق كوكبة من الفنانين و الفرق الغنائية المشاركة حيث أطربت سهرة أمس الأحد فرقة "أوخا" في الطابع التارقي الجمهور بباقة من الأغاني التارقية . من جهته قدم الفنان حكيم حلاكة عن الطابع الشاوي وصلات غنائية مزج فيه بين الفن الشاوي في كلماته وأضفى عليها موسيقى عصرية تفاعل معها الجمهور بعفوية. كما تألق أيضا كل من الفنان القبائلي جيجي والفنان كركار عبد الرحمان من وادي ميزاب الذي أطرب الجمهور بنغمات أصيلة من الموسيقى الميزابية إلى جانب الفنان غيلاس تركي و فرقة أشاوين. وأكدت عميدة أغنية التندي التارقية السيدة بادي لالة التي أحيت جانبا من فقرات حفل الإ فتتاح في تصريح ل"وأج" أن "تنظيم هذا المهرجان يعد مساهمة حقيقية للمحافظة على الفن الأمازيغي بكل أنواعه بما يساهم في تثمينه وإعطائه البعد الثقافي الذي يستحقه باعتباره تراثا وطنيا ". وتجري فقرات المهرجان على شكل منافسات التي انطلقت سهرة أمس الأحد بين الفرق المشاركة والتي تم اختيارها في تصفيات محلية في الطبوع الغنائية القبائلي والشاوي والميزابي والتارقي والشنوي واختيرت للمشاركة في هذا الحدث الفني حيث تشرف على تقييم الأعمال الموسيقية لجنة تحكيم يرأسها الأستاذ عمارة يزيد . وبالمناسبة أوضح رئيس لجنة التحكيم أن التقييم يشمل الأداء و الكلمات ومراعاة مدى تطابقها مع أهداف المهرجان والتي تتمحور حول المحافظة على الفن الأمازيغي. بدوره يرى عضو اللجنة وأستاذ اللغة الأمازيغية حمزة محمد أن "إختيار نص الأغنية و العبارات جد مهم حيث نسعى إلى تشجيع موسيقى ذات قيمة فنية وهو ما يتوجب تلقينه للفرق الفنية الناشئة من أجل المحافظة على فن أمازيغي راقي". وما يميز هذه الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية (19-24 ديسمبر) برمجة نشاطات فنية جوارية لتمكين سكان عدد من المناطق النائية بولاية تمنراست من الإستمتاع بفقرات هذا الحدث الفني السنوي كما أوضح المنظمون .