أثنى فنانون وشخصيات سياسية بالمسيرة الفنية والنضالية للفنان القبائلي طالب رابح الذي وافته المنية يوم الثلاثاء عن عمر يناهز85 عاما. وحيا وزيرالثقافة, عزالدين ميهوبي في برقية تعزية المسارالفني للفقيد معتبرا أنه برحيل الفنان طالب رابح تكون قد "انطفئت شمعة من شموع الأغنية القبائلية" وبوفاته "تفقد الساحة الفنية الجزائرية واحدا من أبرزوخيرة فنانيها الذين قدموا الكثيرللأغنية الجزائرية عامة والقبائلية بصفة خاصة". وأضاف الوزيرأن الراحل "رافق العديد من قامات الفن القبائلي على غرارمحمد الجاموسي والعمرواي ميسوم وسليمان عازم والشيخ الحسناوي كما شارك برسالته الفنية في الثورة التحريرية حيث غنى عن الغربة والوطن والأم". من جهته أشاد رئيس المجلس الشعبي الوطني, محمد العربي ولد خليفة بالمسيرة الفنية والنضالية للفنان طالب رابح, قائلا أنه "لقد كان للمرحوم حضوره المميزفي الساحتين النضالية والفنية بوطنيته الصادقة وبمواقفه الثابتة إبان الثورة التحريرية المجيدة." وأكدالسيد ولد خليفة أن الفقيد"كان المناضل-الفنان يستعمل نشاطه الغنائي كتمويه لربط اتصالات من أجل التنقل السري للمناضلين عبرمدينة باريس وضواحيها". أما المغني والمنشط السابق بالقناة الثانية بالاذاعة الوطنية, بلعيد ثغراولا, فقد أثارالمسارالمثالي لفنان ومناضل متشبع بأخلاق عالية مشيدا بقيمه الانسانية حيث يقول أنه "كان فنانا متواضعا". وأضاف المغني متأثرا أن الفنان طالب رابح "يعد من أحد أعمدة الأغنية القبائلية التي أضفى عليها جملة من الأحاسيس والالتزام" مشيرا أن بوفاته تكون الساحة الثقافية الجزائرية قد فقدت "معلما" للأغنية الأمازيغية. من جهته اعتبرالفنان أرزقي بوزيد الذي رافق الفقيد خلال سنوات عديدة أن الراحل طالب رابح كان فنانا"استثنائيا" حيث تميز عن أقرانه في تلك الفترة بأداءه الموسيقي, اذ أبان عن موهبته وخلق لنفسه أسلوبا موسيقيا منفردا أثرى الساحة الموسيقية الجزائرية بالقبائلية. وقال الفنان أرزقي بوزيد أن الساحة الفنية فقدت اليوم قامة فنية من طينة الفنانين العظام من أمثال شريف خدام وسليمان عازم. وعرج الفنان لمسارطالب رابح الفني والنضالي, في الغربة أين عملا سنويا بباريس في أواخرالخمسينيات حيث سجلا معا العديد من الأغاني رفقة فنانين آخرين أمثال أكلي يحياتن وكمال حمادي, كما التحقا بفيدرالية فرنسا لجبهة التحريرالوطني بفرنسا قبل أن يعود الى الجزائربعد الاستقلال, في الستينيات, ليعمل في القناة الثانية للاذاعة الوطنية رفقة الفنان الشيخ نورالدين. ولد الفقيد في 1930 بقرية ثيزيت ببلدية اليلتن (تيزي وزو) وهو من أبرز الفنانين الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الأغنية القبائلية وترك وراءه سجلا ثريا من عشرات الأغاني حول مواضيع مختلفة (الوطن, الهجرة والثورة...). كما أبرز في العديد من المرات تعلقه بالوطن وباستقلال الجزائر حيث ظهرت في أغانيه كاغنية "ألنيو تسرونت" (عينايا تبكيان). ومن أشهرأغانيه "ايقجون كتش ذاحبيبيو" (ياكلب أنت صديقي) التي تتناول موضوع الخيانة الانسانية و"اذييلي ربي ذمي" ( كان الله في عون ابني) أين يحكي معاناة العمال الجزائريين في المهجر بالاضافة الى أغنية "افوك الزيث ذي لمصباح" (انتهى الزيت في المصباح). وسيوارى جثمان الراحل غدا الاربعاء بمسقط رأسه بتيزي وزو.