أكد، الفنان الشعبي القدير عبد القادر شاعو أن الفن الشعبي استعاد مكانته في الساحة الفنية الجزائرية بعدما فقدها لمدة قاربت العشر سنوات، واعترف أن حفلات ال ''الدي جي'' أفقدت الأعراس الجزائرية نكهتها وتقاليدها، واتهم الفنانين الشعبي الشباب بالجري وراء تحقيق الشهرة بسرعة دون احترام أخلاقيات ومقاييس طابع الشعبي· نزل، زوال الخميس، الفنان عبد القادر شاعو، ضيفا على دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، في إطار اللقاءات المبرمجة بين الفنانين والجمهور، حيث تعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها في حياة الفنان الذي كانت له الفرصة للحديث مع جمهوره· واستهل اللقاء بالتطرق إلى مشواره الفني وبدايته مع الفن الشعبي، مؤكدا أنه ترعرعه بالقصبة منحه فرصة دخول عالم الشعبي، واعترف بأنه حقق الشهرة سنة 1974 بأغنيته ''جاه ربي يا جيراني'' وتبعتها أغنية ديو ''تعيشي لي يا يما'' مع الفنانة نادية بن يوسف سنة ,1977 وأرجع الفضل في نجاحه إلى الفنان الراحل محبوباتي: ''قدم لي كل المساعدة وكان له الفضل في بروزي في الساحة الفنية''· وفي سياق حديثه عن الفن الشعبي، كشف شاعو أن الشعبي غاب عن الساحة لمدة قاربت 10 سنوات بسبب الوضع الأمني بالبلاد وهجرة الفنانين، وأكد أنه استعاد مكانته حاليا وأصبح يفرض نفسه بقوة، نافيا أن يكون بروز طابع الراي منذ التسعينيات سببا في تراجع مكانة الشعبي· وأشار إلى أن فناني الشعبي أصبحوا حاليا الأكثر طلبا لإحياء الحفلات والأعراس على مستوى الوطن وفي الخارج· وانتقد الجيل الجديد من الفنانين لبحثهم عن الشهرة والمال: ''معظمهم يبحثون عن تحقيق الشهرة السريعة دون احترام الفن الشعبي''، كما لم يخف أن ال ''الدي جي'' أفقد الحفلات والأعراس الجزائرية والعاصمية خصوصا نكهتها وتقاليدها· من جهة أخرى، فتح النار على الذين ينتقدون فناني الشعبي الذين حجوا بيت الله الحرام ولا زالوا في مجال الغناء: ''الحج لم ولن يمنعني من مواصلة مشواري الفني لأن الأغاني التي أقدمها لها نصوص وكلمات نظيفة تدعو إلى التربية والدين والأخلاق والسلوك الطيب وغيرها ولا أقول الكلام الفاحش''· واعترف لأول مرة أنه فنان يغني فقط ولم يسبق له وأن كتب كلمات: ''أنا فنان لديه صوت خاص أغني فقط، وهناك من يتكفل بكتابة القصائد وآخرون بالتلحين''، واعتبر ذلك مفتاح نجاحه: ''العمل الجماعي يصنع النوعية''· وكشف في هذا اللقاء خلال رده على أسئلة الحاضرين أنه ينحدر من قرية ثيفرا بتيقزيرت، واعترف بأنه يشعر بحرج عندما لا يغني بالقبائلية: ''هذا دفعني لأداء أغنية ''الشيخ أمقران'' للشيخ الحسناوي تلبية لرغبات الجمهور''، وصرح في هذا الصدد بأنه سيؤدي في ألبومه القادم أغنيتين بالقبائلية الأولى هي أغنية ''أغريب ذبراني'' بمعنى ''المهاجر الأجنبي'' للفنان سليمان عازم، وأغنية ''أطير القفص'' للفنان حسيسن· وثمن عبد القادر شاعو المشوار الفني والنضالي للفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس، معتبرا إياه فنانا متكاملا من كل الجوانب، ووصف موته بخسارة للأغنية القبائلية والجزائرية: ''يعجبني صوته وأغانيه كانت في القمة وأستمع إليها وإلى الموسيقى التي يؤلفها''· أما في الطابع الشعبي فقد اعتبر الفنان الراحل كمال مسعودي أحد الفنانين الشباب الكبار، وأنه حقق نجاحا كبيرا: ''كمال مسعودي نجح في رفع المشعل ووفاته لم أهضمها''· ونفى الفنان الإشاعات التي تقول أن هناك منافسة وخلافات شرسة بينه وبين الفنان الراحل الهاشمي القروابي: ''كانت لي علاقة طيبة مع قروابي رحمه الله، ولم تكن أبدا منافسة بيننا بل تعاملنا معا في عدة مناسبات وساد بيننا احترام كبير''·