تلقى مستحضرات التجميل الطبيعية التي تحتوي على تركيز عال من المكونات ذات المنشأ الطبيعي و دون ملونات و لا مواد حافظة نجاحا متزايدا. ويبدو أن علامة "طبيعي" تجلب المستهلكين أكثر فأكثر و هو ما يفسر بالإقبال الملاحظ على مستحضرات التجميل الطبيعية المعروضة بصالون أسابيع الصناعة التقليدية الذي افتتح منذ بضعة أيام بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة. وسعيا للجمال و الرفاهية بكل أمان يتزايد عدد الراغبين في اقتناء مستحضرات التجميل المنزلية وسط فرحة لمسيري ورشات صنع مستحضرات التجميل الطبيعية. موجة "الطبيعي" تنتشر فبجناح الشاب محمد أمين مصباح المنحدر من تاجنانت (ميلة) يلفت تنوع مستحضرات التجميل و العناية بالجسم أنظار عديد النساء الشابات كما تجذب المهارة الأكيدة و المقنعة للصانع أكثر من زبونة. وبالتفصيل يشرح محمد أمين الذي يسير مؤسسة عائلية لصنع مستحضرات التجميل الطبيعية و بلا كلل للزوار مزايا مستحضراته التجميلية و يؤكد بأنها تفسح المجال لعلاقة "جد هامة" بين النوعية و السعر. ويعرض الشاب صابونا يدخل في تكوينه البقدونس و العسل و الزنجبيل و ماء الورد المقطر إضافة إلى سائل استحمام مصنع من خل التفاح و ماء الورد كما يقترح سلسلة من الفيتامينات لتقوية الأظافر و حتى الزيوت لنمو و تكثيف الرموش. وصرح ل/وأج العارض "لقد كبرت في بيئة تستعمل فيها النباتات الطبية و التجميلية كثيرا لمعالجة الآلام الصغيرة للحياة اليومية" قبل أن يؤكد بأن جدته التي كانت تقطن بشلغوم العيد كانت لديها الأسرار الخاصة بمعالجة الزكام و الانتفاخ أو آلام الرأس عن طريق النباتات. كما كانت تحسن أيضا إعداد الكمادات الطبيعية من النباتات للإراحة من الآلام مع الحفاظ على بشرة نظرة و جميلة في كل المناسبات حسب ما أشار إليه محمد أمين. ويؤكد هذا الأخير الذي تولدت مؤسسته منذ سنة فقط بأنه قام بتجميع جميع المعارف و الخبرات حول الانعكاسات المفيدة لعديد النباتات على الجمال و تعلم الجرعة الملائمة لكل مادة مستعملة و حفظ الحيل المتعلقة بإعداد مختلف المواد الطبيعية. وباشرت عائلة مصباح بتشجيع من أخت محمد أمين التي تابعت تكوينا في التجميل بكل ثقة صنع مستحضرات التجميل الطبيعية و يبدو أن الأمور تسير من حسن إلى أحسن. ويتزايد عدد المشاركات في معارض الصناعة التقليدية و تكتسب هذه المؤسسة العائلية عددا هاما من الزبونات الوفيات حسب ما أكده محمد أمين الذي يوضح بأنه يسير أيضا نقاطا للبيع بكل من تمنراست و جيجل و أم البواقي و سوق أهراس. ويؤكد الشاب بأن دفتره للعناوين يحتوي حتى على قائمة بأسماء تجار من الدول المجاورة الذين يقدمون طلبيات لعديد مستحضرات التجميل الطبيعية. ويتمثل المستحضر الرائد لهذه المؤسسة العائلية في قناع للوجه للتقليل من البقع الداكنة و تم إعداده من العسل و نوى التمر و ماء الورد المقطر و ماء الشعير. وتعترف الزبونات اللواتي تتوافدن على جناح الشاب العارض بأن القنينة الصغيرة لهذا القناع التي تباع ب700 د.ج "عجيبة" و تمنح الإشراق للبشرة. أما بالنسبة لهذا المصنع الشاب لطالما يطرح التوضيب و الوسم المؤهلين الهامين لتثمين هذه المنتجات الإشكال. وصرح لوأج محمد أمين بأنه "يضطر للجوء لخدمات مؤسسة للطباعة و وحدة صنع المواد البلاستيكية لكن النتيجة ليست دوما مقنعة حسب رأي الحرفي الشاب بالنظر لكون هذه المؤسسات تسلم نماذج من القنينات و عينات التوضيب "موحدة و تفتقد للأصالة". ويعترف الحرفي الشاب بأنه مقتنع بأنه بإمكان التحكم في هذه التفاصيل الصغيرة جعل صنع مستحضرات التجميل الطبيعية علامة جزائرية و مجالا خلاقا لمناصب الشغل. صنع مستحضرات التجميل الطبيعية شعبة تحتاج إلى تنمية التقت وأج خلال صالون أسابيع الصناعة التقليدية بسعاد.ب صاحبة صيدلية والتي أكدت بأن مستحضرات التجميل الطبيعية أضحت "نزعة مجتمعية". وتوضح بأن الصالون هو عبارة عن فرصة للتعرف بمصنعين آخرين لمستحضرات التجميل الطبيعية وتقديم طلبيات لبعض المنتجات حتى و إن كان الأمر يتعلق بشعبة "تفتقد للرؤية الواضحة". وأردفت بأنه من شأن "البرامج التنشيطية ذات الصلة بالصناعة المحلية لمستحضرات التجميل الطبيعية و مواقع الإنترنت المساهمة في التعريف بهذا المجال" مشيرة إلى أن مناخ المنطقة و نباتاتها المتوسطية "يسمحان بنمو و جني نباتات وفيرة لم تكشف بعد عن جميع أسرارها". وتعترف سعاد بأن زبوناتها يبدين اهتماما متزايدا بمستحضرات التجميل الطبيعية ويسألنها عن فعالية كل منتج. فبالنسبة لها بإمكان التنظيم الأفضل المدعم ب"مسعى جماعي" لمصنعي مستحضرات التجميل الطبيعية السماح ببروز هذا المجال. وأضافت أنه "لقد أضحت مستحضرات التجميل الطبيعية مطلوبة أكثر فأكثر وأعتقد بأن إنشاء سلسلة لتوزيع هذه المنتجات الطبيعية سيعطي مصداقية حقيقية للمنتج المحلي الطبيعي و سيسمح برؤية أفضل حول السوق الوطنية و المغاربية". وبالموازاة مع ذلك تتفاوض بجناح مستحضرات التجميل الطبيعية نساء تدركن مزايا النباتات التجميلية و تقدمن طلبيات و تشترين قنينات صغيرة من الكحل الطبيعي من أجل إضفاء رونق على نظراتهن و كذا قارورات من الحرقوس (عجينة أساسها الحناء للقيام بالوشم) لمسايرة العصر.