أنهت رئيسة جمهورية مالطا, ماري لويز كوليرو بريكا, يوم الخميس زيارة دولة الى الجزائر والتي شكلت مناسبة لتعزيز الجهود المبذولة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وإقامة شراكات اقتصادية تعود بالمنفعة على البلدين. كما تعد هذه الزيارة التي دامت ثلاثة أيام, بعد تلك التي قام بها الوزيرالأول المالطي, جوزيف مسيكات, إلى الجزائر في شهر نوفمبر الماضي, مناسبة لتشجيع مساعي تنويع الاقتصاد الوطني عبر إقامة شراكات مع العديد من البلدان, لا سيما خلال هذه المرحلة التي تعرف تراجعا في أسعار النفط في السوق الدولية. وخلال زيارتها الى الجزائر, أجرت رئيسة مالطا محادثات مع كبار المسؤولين الجزائريين تم خلالها التطرق الى سبل تعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري الى جانب التشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الإطار استقبلت السيدة ماري لويز كوليرو بريكا من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة, حيث أعربت بالمناسبة عن إرادة بلادها في تعزيزعلاقات التعاون مع الجزائر في عديد المجالات. وقالت عقب اللقاء أن زيارتها الى الجزائر "تدل على الأهمية التي توليها مالطا لمواصلة العلاقات المثمرة مع الجزائر وتعزيز علاقات الصداقة خدمة لشعبي البلدين والسلام والازدهار والاستقرار في المنطقة المتوسطية". وأضافت بأن زيارتها الى الجزائر تثبت عزم البلدين على "زيادة مبادلاتهما التجارية وتعزيز تعاونهما في مجالي المناجم وتكنولوجيات الإعلام و الاتصال". كما كان لرئيسة جمهورية مالطا تدخلا خلال أشغال منتدى الأعمال الجزائري-المالطي أبرزت فيه "الامكانيات الاقتصادية التي تزخر بها الجزائر" واستعداد متعاملي بلدها لمرافقة الجزائر في تنويع و تطوير اقتصادها. وأشارت السيدة كوليرو بريكا الى أن بلادها "تطمح الى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجزائر خاصة في قطاعات تكنولوجيات الاعلام و الاتصال و الفلاحة و الصيد البحري و البيئة و الطاقات المتجددة و الصحة و السياحة و النقل البحري بالاضافة الى البناء و الخدمات المالية و الحكامة الاقتصادية و التكوين و تعليم اللغة الانجليزية". وحسب رئيسة مالطا, فإن إعادة تفعيل اللجنة المشتركة الجزائرية-المالطية ستساهم في "تعزيز علاقات التعاون و إرساء دعائم شراكة تجارية مربحة في عدة مجالات". من جانبه, دعا الوزير الأول عبد المالك سلال, خلال أشغال المنتدى, المتعاملين الاقتصاديين المالطيين الى المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني "الذي يمر بمنعرج هام", مؤكدا ان الحكومة الجزائرية "تشجع كل مسعى في هذا الاتجاه". وأكد الوزير الأول ان الجزائر "ترغب في بناء جسر تعاوني مع مالطا للمساعدة في تنويع الاقتصاد الوطني لا سيما القطاعات المنتجة مثل الفلاحة و المناولة الصناعية و السياحة خاصة تسيير الفنادق و الرقمنة". وخلال تواجدها بالجزائر, قامت رئيسة مالطا بزيارة الى دار الطفولة المسعفة بالأبيار (الجزائر العاصمة) أشادت خلالها بالجهود التي تبذلها الجزائر في مجال التكفل بالفئات الاجتماعية الهشة. وبالمناسبة, أبدت رئيسة جمهورية مالطا "إعجابها" بالطريقة التي تعتمدها الجزائر في التكفل بالفئات الهشة والضعيفة, واصفة إياها ب"المثلى". وأشارت بالمناسبة إلى أن الجزائر ومالطا يتقاسمان "الكثير من أوجه التشابه" حيث دعت الى "إرساء تعاون بين البلدين يشمل المجالات الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء".