تفرض مجموعة أبراج العالي بمدينة سطيف, التي أطلق عليها اسم بارك مول, دون أدنى شك نفسها كواجهة لعاصمة الهضاب العليا بالنظر لضخامتها مما يجعلها مرئية على بعد عديد الكيلومترات. و في الوقت الراهن أضحى البرجان الضخمان اللذان يتجاوز ارتفاعهما 85 متر و اللذان ظلا عبارة عن هياكل رمادية بشعة خلال عدة سنوات جوهرتين معماريتين ضخمتين مصنوعتين من الزجاج و الألمنيوم اللامع حيث تبدوان متربعتين بكل وقار في قلب قاعدة تتكون من مجمع مبني من 4 طوابق تجعل من يراه يتذكر علبة المجوهرات. و يتضمن البارك مول بسطيف الذي يوصف على أنه أكبر مركب تجاري ترفيهي بالوطن متواجد بقلب المدينة مركزا تجاريا ضخما مع عديد محلات التسوق متربعة على أكثر من 41 ألف متر مربع و فندق للسلسلة العالمية الكبيرة ماريوت ومجموعة مكاتب على مساحة تقارب 14 ألف متر مربع و قاعة للمؤتمرات ب1000 مقعد علاوة على مطاعم بانورامية و بولينغ و حلبة للتزحلق فريدة من نوعها ب400 متر. ففي البداية (في منتصف سنوات التسعينات) كان البرنامج الذي تم انتقاؤه على هذا الموقع الذي يحتل موقعا إستراتيجيا هاما بالقرب من حديقة التسلية بين مقر الولاية و المتحف الوطني الأثري و بوابة القلعة يتضمن إنجاز 156 سكن ترقوي و مركز تجاري كبير مع حظائر في الطابق الأرضي. و سرعان ما بدأ التصميم الأولي للمشروع الذي لم تكن تبدو منه سوى هياكل بشعة لبرجين يسيل الكثير من الحبر و اللعاب أكثر من الخرسانة و ذلك لكون الوضع دام أكثر من عشرية إلى غاية وضع هذا المجمع من طرف مالكه الذي هو الصندوق الوطني للتوفير و الاحتياط للبيع. و بعد شراء مؤسسة خاصة يسيرها المرقي رشيد خنفري صاحب شركة بروم باتي للمجمع في 2008 و الذي أسند إنجازه لمؤسسة تركية بدأ هذا المجمع يأخذ شكله الحالي منذ 5 أو 6 سنوات و الذي أضحى يشكل في الوقت الراهن مكسبا حقيقيا لمدينة سطيف التي ترى بأنها عززت أيضا مكانتها كقطب جهوي كبير في قلب حوض بأكثر من 5 ملايين ساكن. و في تصريح لوأج أوضح المدير العام للمركز التجاري الترفيهي السيد كمال جون رزق بأن تدشين البارك مول يوم غد الخميس من طرف وزير تهيئة الإقليم و السياحة و الصناعة التقليدية سيكون جزئيا (50 بالمائة من المحلات ستفتح إضافة إلى سوق "أونو") مؤكدا بأن هذا الإنجاز "الأهم من حيث نوعه بالجزائر سيسمح بتغيير تام للسلوكيات في مجال التسوق و الترفيه" و سيجعل سطيف تنفتح أكثر على العالم. و يبدو أن بارك مول سطيف يرضي و يلاقي استحسان جميع السطايفية بما فيهم تجار وسط المدينة حيث يعتبر بعض هؤلاء التجار حتى و إن كانوا يخشون (دون الاعتراف بذلك صراحة) من تأثير هذا المشروع على رقم أعمالهم على غرار الإخوة بوروبة الذين يمتلكون منذ 24 سنة محلا كبيرا للمواد الغذائية العامة بشارع 1 نوفمبر بأن زبائنهم الذين يأتون في العادة لشراء أكياس الحليب و الياغورت و العصير"لن يتخلوا عنهم". و من جهته يعتبر أحد مواطني سطيف و هو عمار قيدية (35 سنة) بأنه "سيكون من الجيد الخروج من الروتين من خلال القيام بهذه المشتريات في فضاء لطيف مع الأطفال الذين سيجدون أيضا ضالتهم بفضل الفرص الترفيهية المتعددة المقترحة عليهم". و سيكون حتما لهذا المؤهل السياحي الجديد لمدينة عين الفوارة بارك مول "رواد" و لكن أيضا نقاد الذين بدؤوا بالحديث عنه ك"مكان نخبوي" و يستهزئون من وجود (و كذا أسعار) العلامات التجارية المرموقة (المجوهرات و العطور و الألبسة على وجه الخصوص). و لكن جميع السطايفية واعون أيضا بالأثر الاقتصادي لهذا الإنجاز الضخم الذي سيتم استحداث 2000 منصب شغل عندما يشتغل البارك مول كليا "في غضون 6 إلى 8 أشهر" حسب مالك المكان السيد رشيد خنفري.