استحضرت اليوم الاثنين الذاكرة الجماعية للشعبين الجزائري والتونسي الذكرى ال58 لأحداث ساقية سيدي يوسف الدامية التي مزق سكونها قصف الطيران الفرنسي في 8 فبراير 1958 وحولها إلى حطام لم تنج منه حتى فرق الإغاثة الدولية. وبهذه المناسبة احتضنت بلدية لحدادة الحدودية الاحتفالات الولائية بهذه الذكرى وذلك بحضور سلطات الولاية وعدد من المجاهدين و مواطنين حيث تم رفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني قبل وضع إكليل من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء. وقامت في هذا الإطار كذلك رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس رفقة سلطات الولاية بتدشين المركز الاجتماعي والنجدة بهذه البلدية الحدودية. كما تم بالمناسبة توزيع 150 جهاز لقياس داء السكري لمواطنين جزائريين تونسيين وذلك تحت إشراف عدد من الأخصائيين في داء السكري ومخابر صيدلانية دولية فيما ستقوم ذات الوحدة الصحية "قريبا" بعدة عمليات تحسيسية للوقاية من بعض الأمراض العابرة للحدود. إثرها توجه الوفد إلى النصب التذكاري بجبل الواسطة وهو المكان الذي جرت فيه المعركة التي اتخذتها القوات الفرنسية ذرعا لملاحقة المجاهدين بالتراب التونسي بعد قتل 15 جنديا فرنسيا وأسر 4 آخرين. وبالمركب الرياضي الجواري استمع الحضور إلى كلمة للأمين الولائي لمنظمة المجاهدين حول أحداث ساقية سيدي يوسف التي استشهد فيها 79 شخصا من بينهم 20 طفلا و11 امرأة وإصابة 130 آخرين بجروح إلى جانب تدمير كلي للمرافق الحيوية بما في ذلك عربات الصليب الأحمر الدولي. وشهد الحفل تكريم عدد من الفائزين في المسابقات الرياضية المنظمة بالمناسبة وأحسن بحث تخللها تقديم عدة أناشيد وطنية وتقديم عروض مسرحية و أداء أغاني من التراث لفرق فلكلورية قبل أن يختتم اللقاء بالاستماع إلى أنشودة وطنية من طرف مجموعة صوتية بعنوان "إخواني لا تنسوا الشهداء."