يتوجه قرابة 5ر7 ملايين نيجيري الاحد القادم إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التشريعية المتزامنة مع الرئاسيات من اجل اختيار ممثليهم في البرلمان وانتخاب رئيس البلاد. و تضم قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية 15 متنافسا من بينهم الرئيس محمدو يوسوفو الذي يسعى لفترة ولاية ثانية في مواجهة ثلاثة مرشحين رئيسيين آخرين. و تتقدم 15 شخصية سياسية للانتخابات الرئاسية في النيجر الاحد من بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمادو يوسوفو (63) و المعارض البارز ,هاما أمادو, الذي سجن قبل شهرين لدى عودته إلى البلاد بعد أن قضى عاما خارجها, إلى جانب سينى أومارو (65) مرشح حزب المعارضة الرئيسي الذي حل في المركز الثاني في انتخابات 2011 لخوض الانتخابات الحالية. وترجح التوقعات فوز الرئيس المنتهية عهدته, محمدو يوسوفو,الذي اعتلى الرئاسة في 2011 من خلال انتخابات مكنت النيجر من استعادة الحكم الديمقراطي بعد انقلاب للجيش قبل عام من ذلك. وبالموازاة مع الرئاسيات تنظم في نفس اليوم الانتخابات التشريعية, بينما سيجرى الدور الرئاسي الثاني يوم 20 مارس القادم. وسيتم الاعلان عن نتائج الدور الاول بعد خمسة أيام من التصويت. و هذا في الوقت الذي ستنظم فيه الانتخابات المحلية في التاسع من مايو القادم. وسادت النيجر خلال الفترة الاخيرة التي سبقت تنظيم الانتخابات اجواء سياسية مضطربة حيث اعلنت المعارضة عن تنظيم مسيرة وتجمع في نيامي للتنديد لما اعتبرته "ايقافات تعسفية للعديد من مناضليها" وللمطالبة بمساحات "منصفة في وسائل الاعلام العمومي" و ب"انتخابات شفافة". وكانت المعارضة نشرت في منتصف يناير"كتابا ابيضا" اتهمت فيه خصوصا المحكمة الدستورية التي يعود اليها الفصل في أهلية المرشحين وفي اعلان النتائج بانها "بايعت السلطة". وتضمنت تصريحات الرئيس يوسوفو منذ الاعلان عن ترشحه لهذا الاستحقاق حرصه على اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شفافة معتبرا أن عملية تسجيل الناخبين فيها تعد قاعدة لقائمة انتخابية ذات مصداقية. مشكلة اثبات الهوية .. 5ر1 مليون نسمة لايمكنهم الإدلاء باصواتهم ويبلغ عدد الناخبين في النيجر حوإلى 5ر7 مليون ناخب من اصل اكثر من 17 مليون مواطن بحسب قوائم الناخبين التي جرى تحديثها في مطلع يونيو الماضي . وبسبب انعدام الوثائق اللازمة لإثبات هويتهم قالت حكومة النيجر إنه لن يكون بإمكان 5ر1 مليون نسمة يمثلون ما يقرب من ربع الناخبين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية واقترحت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة نظاما يسمح لهم بالتصويت على أساس شهادات من يعرفونهم. وفي ديسمبر الماضي رفضت المعارضة القوائم المتضمنة أسماء الناخبين المؤهلين قائلة إن العملية لا تفي بمطالبها. ووافقت الحكومة بعدها على مطلب المعارضة إجراء مراجعة لهذه القوائم في مسعى لضمان انتخابات شفافة. وقال سياكا سانجاري رئيس لجنة خبراء الفرنكوفونية التي أجرت المراجعة ان"السجل الانتخابي الذي قدم إلينا لمراجعته يمكن استخدامه, لكن بشرط تطبيق التوصيات المذكورة". جمهورية النيجر وهي دولة حبيسة (لاتطل على سواحل)بغرب أفريقيا أطلق عليها اسم النيجر نسبة إلىنهر النيجرالذي يخترق أراضيها. يحدها من الجنوبنيجيريا وبنين ومن الغرببوركينا فاسووماليومن الشمال كلا منالجزائر وليبيا فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. يبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع مما يجعلها أكبر دول منطقة غرب أفريقيا من حيث المساحة. عاصمة البلاد هي نياميوهي أكبر المدن في النيجر التي تقع أغلبها على الضفة الشرقية لنهر النيجر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد. وتواجه البلاد بشكل منتظم ازمات غذائية بسبب الجفاف إذ تغطي الصحراء الكبرىما يقرب من 80 بالمئة من إجمالي مساحته وتشهد فيضانات مرتبطة بتغير المناخ. وفي تقرير اصدره مكتب الشؤون الانسانية للامم المتحدة في نيامي اول امس فان نحو مليوني شخص بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة خلال العام 2016 في النيجر رغم الفائض الطفيف في انتاج الحبوب الذي تم احرازه في نهاية الموسم الزراعي. ومنذ الاستقلال, تعاقبت على النيجر خمسة حكومات بالإضافة إلى ثلاث فترات من الحكم العسكري حتى تم تشريع قانون انتخابي يحكم اختيار رئيس البلاد عام 1999. وتواجه النيجر بمنطقة الساحل الإفريقي تحديات أمنية وتنموية تهدد استقرارها ومما زاد من خطورة تلك التحديات تصاعد تهديدات الجماعات الإرهابية المتطرفة في عديد من دول المنطقة حيث أكد مجلس الأمن الدولي في آخر تقرير له حول" السلم والأمن في أفريقيا" إن التهديدات الأمنية مازالت تحدق بمنطقة الساحل الإفريقي و بشكل متزايد, مما اضطر بعض دول هذه المنطقة الأفقر في العالم, إلى تخصيص نسب كبيرة من ميزانياتها لمعالجة تلك التهديدات. و تستضيف النيجر أكثر من 138 ألف لاجئ فروا من هجمات بوكو حرام في نيجيريا وفقا للأرقام الصادرة عن الأممالمتحدة.