شكلت القضية الصحراوية محور ندوة نظمها البرلمان الألماني بمشاركة برلمانيين من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في الغرفة البرلمانية السفلى (البندستاغ) و سفراء و متضامنين مع الشعب الصحراوي, تمت الدعوة و التأكيد خلالها على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره والذي "بات لا يقبل التأخير". ونظمت فعاليات الندوة حول "كفاح الشعب الصحراوي من اجل نيل الحرية والاستقلال" بمقر البرلمان الألماني مؤخرا و بمبادرة من مجموعة من البرلمانيين ينتمون إلى جميع أطياف الأحزاب السياسية الممثلة في البندستاغ. وتم خلال الوقفة التضامنية هاته مع الشعب الصحراوي عرض الفيلم الوثائقي الألماني المعنون ب"آخر مستعمرة... الشعب المنسي بالصحراء الغربية" بحضور مخرجه كريستيان كروبر وممثل البوليساريو بألمانيا, محمد المامون احمد ابراهيم. ومن بين الذين حضروا الندوة برلمانيون من مختلف الأحزاب السياسية بألمانيا من بينهم, كيرسن تاك, الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك هانريخ الاتحاد المسيحي الديمقراطي, سيفين داجديلم, حزب اليسار و كاتيا كويل من حزب الخضر. وخلال النقاش بين مخرج الفيلم و البرلمانيين الألمان وجه الحاضرون ومن بينهم جامعيين وناشطين في حقوق الإنسان إدانة شديدة إزاء نكران حق الشعب الصحراوي في حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه . كما تم شجب و إدانة سكوت المجموعة الدولية وتواطؤ بعض الفاعلين الدوليين. وأعرب مخرج الفيلم الوثائقي عن "أسفه الشديد "على عدم التمكن من زيارة الأراضي الصحراوية المحتلة نظرا للحصار الدائم و الممنهج الذي تفرضه السلطات الاستعمارية. أما البرلمانية كاتيا كويل فقد أكدت أن تنظيم هذا الحدث يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. و ذكرت الحضور أن سنة 2016 تعني أيضا 25 عام من وجود المينورسو بالصحراء الغربية, كما قالت, "ربع قرن من اللاسلم و اللاحرب, مما يجعل من الاستفتاء و تقرير مصير شعب الصحراء الغربية أمرا ضروريا لا يقبل التأخير". السيدة سيفين داجديلم برلمانية عن حزب اليسار تطرقت بدورها إلى الحصار الخانق الذي يفرضه المغرب على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ونددت بالانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية. وأنجز الفيلم الوثائقي, "آخر مستعمرة... الشعب المنسي بالصحراء الغربية", عام 2015 وتم بثه في العديد من القنوات التلفزيونية العالمية ومنها قناة "آ ر تي" الفرنكو-ألمانية. و هو يجسد واقعا مريرا لشعب الصحراء الغربية المحتل, حيث أظهر شهادات وصور مرعبة خاصة تلك المتعلقة بالقمع المغربي الذي أعقبت انتفاضة اكديم ازيك. ويستهل الفيلم بصراخات صحراوية "أعيدوا إلينا أراضينا وثرواتنا الطبيعية وهكذا لن نموت من الجوع" "ريد صحراء غربية حرة وليس إلا". وتضمن الفيلم الوثائقي شهادات للاجئين صحراويين من مخيم "أسمارة" وتصريحات للرئيس الصحراوي, محمد عبد العزيز, و لمسؤولين بجبهة البوليزاريو ولنشطاء دوليين في مجال حقوق الإنسان إلى جانب استعراض مراحل في تاريخ الصحراء الغربية منذ الاحتلال الاسباني لها ولغاية انجازه. وأجمعت شهادات هؤلاء على أن صبر الشعب الصحراوي "مهدد بالنفاذ" في حالة ما إذا استمر الحال على ما عليه دون تحقيق تقدم يذكر باتجاه تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير لهذا الشعب. محمد سليمان شاب صحراوي في العشرينيات من عمره أختير كعينة لمعاناة لاجئين مهجرين عن ديارهم وكمترجم يجيد اللغة الانجليزية لمرافقة معدي الانجاز الإعلامي. بدأ شهادته بالتعبيرعن غضبه وهو يقف على معاناة شعب بلاده. ولد محمد بمخيم سمراء للاجئين ولم ير أرض أباءه وأجداده. له احلام كبيرة ومشاريع أيضا إلا أنها تظل حبيسة الظروف الراهنة.