بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين)- يتهيأ اللاجؤون الصحراويون لإستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المنتظر بمخيمات اللاجئين الصحراويين يوم السبت المقبل، آملين أن تفضي هذه الزيارة إلى وضع حد لعنجهية المحتل المغربي و الدفع بشكل جاد نحو تحديد رزنامة واضحة لمسار التسوية السلمية الذي ترعاه الأممالمتحدة. ويأمل الكثير من الصحراويين ممن إلتقت بهم وأج بمخيم بوجدور للاجئين،أن تكون هذه الزيارة نقلة نوعية في مسار الحل السلمي من شأنها وضع المحتل المغربي أمام مسؤولياته و أن تكون في مستوى آمال الشعب الصحراوي الذي ظل يعاني لأكثر من 25 سنة، منذ وقف اطلاق النار، بسبب التعنت المغربي و رفضة للشرعية الدولية. و بهذا الخصوص يقول السيد، بدة محمد سالم بدة، أستاذ لغة إسبانية "أننا سايرنا الأممالمتحدة وقبلنا بوقف إطلاق النار و فضلنا مسار التسوية السلمية برعاية الأممالمتحدة وجربنا لحد الآن كل الطرق السلمية لتمكيننا من حقنا المشروع في تقرير مصيرنا بأنفسنا و برهنا أكثر من مرة أننا شعب مسالم نحترم الشرعية الدولية إلا أن الأممالمتحدة فشلت لحد الآن في إيجاد حل لقضيتنا بشكل غير مبرر". وأعرب السيد بدة محمد سالم عن إمتعاضه الشديد على غرار كل اللاجئين الصحراوين من "إستمرار سياسة التنكيل المغربية بالصحراوين في الأراضي الصحراوية المحتلة دونما حسيب ولا رقيب" مشددا على ضرورة أن تكون منظمة الأممالمتحدة في مستوى الإلتزامات التي ثبت عليها الصحراويون لحد الآن. "نحن شعب مسالم لكن خيار الحرب لا يزال قائما" وإسترسل ذات المتحدث يقول "في رأيي فإن ما سلب بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بالقوة"، مرددا في سياق حديثة مقولة الزعيم الثوري الصحراوي الشهيد مصطفي الوالي ب"بالبندقية ننال الحرية" معبرا عن حماسه في العودة إلى السلاح "في حال إستمرار حالة اللاسلم و اللاحرب التي نعيشها منذ أكثر من عقدين من الزمن". وبكثير من الحسرة يضيف " الخاسر الوحيد في معادلة الظلم هذه هو نحن الصحراويون لاجؤون أو صحراويون في الأراضي المحتلة" معربا عن أمله في يستغل المجتمع الدولي فرصة زيارة بان كي مون للمخيمات و المنطقة لوضع كل طرف أمام مسؤولياته. وحول ما يمكن أن تحققه زيارة بان كي مون لمخيمات اللاجئين، إعتبر السيد بدة أنها "زيارة وداع بالنسبة للأمين العام الأممي لأنها تأتي قبيل أشهر من إنتهاء عهدته على رأس منظمة الأممالمتحدة" مشيرا إلى أن "أغلب الأمناء العامين للأمم المتحدة زاروا الصحراء الغربية في نهاية عهداتهم و هو ما يجعل هذه القضية تتخبط بين التقارير و المحررات الأممية دون أن تشكل ضغطا حقيقيا يدفع المغرب و الدول التي تقف ورائه و في مقدمتها فرنسا إلى التعامل بجدية و بموضوعية مع أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية". من جانبه يرحب السيد محمد الأمين الباردي ب"قدوم بان كي مون إلى مخيمات اللاجئين و ذلك إنطلاقا من عادتنا الأصيلة و لكننا ننتظر منه أن يساهم بشكل سريع و فعال في وضع حد لمعاناة الصحراويين "، مشددا على انه من "غير المنطقي أن تواصل سلطات الإحتلال في ممارسة أبشع أنواع الإنتهاكات بحق أبنائنا و إخواننا و مقربينا في الأراضي المحتلة دونما رد فعل دولي صارم و كأن الأممالمتحدة غير معنية بمسألة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة". اعتبر ذات المتحدث ان بعثة المينورسو من المفترض أن تتوفر على صلاحيات ضمان إحترام حقوق الإنسان و مراقبتها. وأقدمت قوات المحتل المغربي منذ يومين على إطلاق النار دون سابق إنذار على صحراويين في المنطقة العازلة التي لا يسمح بإستخدام السلاح فيها بموجب إتفاق وقف إطلاق النار مما أسفر عن مقتل المواطن الصحراوي شماط بات جولي في حين نجا رفيقاه بأعجوبة و كذا القضاء على أربعة رؤوس من الإبل كانت بحوزتهم. وأكد السيد الباردي أن" المجتمع الدولي لازال يقف متفرجا أمام جملة الإنتهاكات و المناورات المغربية" مضيفا أن "الملك المغربي الحالي لا يعرف بسالة الشعب الصحراوي حق المعرفة لأنه لم يدخل في مواجهات مسلحة معنا لحد الآن" مشيرا إلى أن "ملك المغرب السابق، الحسن الثاني، لم يكن ليطلب وقف إطلاق النار لو لم يتأكد من عزيمة الصحراوين في تصفية الإستعمار" من أرضهم المغتصبة. أما السيد الناجم ولد السالم فقد شدد هو الآخر على "أن الحل الأول و الأخير هو في يد الصحراويين أنفسهم اللذين لابد لهم من وضع حد للتلاعب بمصائرهم على يد القوى الدولية" ، معتبرا أن "المحتل المغربي لا يفهم إلا لغة السلاح و أن كل الصحراويين رجالا و نساء مستعدون لخيار الحرب في حال فشل مسار التسوية السلمية الذي ترعاه الأممالمتحدة". المرأة الصحراوية تنتظر "موقفا شجاعا" يضع حدا لمعاناة أبنائها المرأة الصحراوية عبرت بدورها عن إستيائها من "الدوامة التي تدور فيها القضية الصحراوية على الرغم من عدالتها و إستنادها على أحد أهم الحقوق التي تدافع عنها منظمة الاممالمتحدة ألا وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها"، حسبما عبرت عنه السيدة سعداني امبريك الخراشي. وبعد أن رحبت السيدة سعداني ببان كي مون في "أرض العزة و اللجوء" دعت الأمين العام الأممي إلى "مصارحة الشعب الصحراوي و تحديد مواعيد واضحة لمسار التسوية السلمية لهذا النزاع و عدم إستغباء الصحراويين لأن ذلك يدفعهم أكثر فأكثر نحو فقدان الامل و بالتالي العودة إلى خيار الحرب". كما أوضحت أنها تنتظر من بان كي مون "موقفا شجاعا" يضع كل طرف عند مسؤولياته و يحرص على محاسبة الطرف المعرقل لمسار التسوية امام المؤسسات الأممية. وبدورها قالت السيدة مخوتة محمد الشيخ أن الصحراويات يزددن كل يوم تمسكا بقضيتهن و يتزودن أكثر فأكثر بالقوة و العزيمة التي تعد ذخريتهم الأولى في أي صراع عسكري". وشددت على أن المرأة الصحراوية "كلها عزم على مساندة الرجل و المقاتل الصحراوي" مثلما فعلت ذلك قبل وقف إطلاق النار (1991) و أنها المكانة التي تحظى بها المرأة الصحراوية لا تقتصر على فترة السلب بل أنها ستكون في الصفوف الأولى في أية حرب محتملة. نفس الإلتزام عبرت عنه السيدة لمات سلامة لا لا و هي أم لثلاثة أولاد آخرهم رضيع ولد حديثا، قائلة أنها مستعدة لتقديم كل ما تملك في سبيلإستعادة أرضها المسلوبة حتى ولو كان الأمر يتعلق بفلذة كبدها. واستطردت قائلة "نريد أن يعيش أبناؤنا في أرضهم المستقلة و انا لا يعيشوا على أمل مفقود تتلاعب به قوى المصالح الدولية" معتبرة أن الوقت الراهن من المفترض أن يكون وقت الفعل و ليس الخطابات و القرارات التي يحرك في الأمور شيئا إلا أن تزيد من معاناتنا وسط صمت دولي رهيب و كأننا لا ننتمي إلى هذا العالم. أما السيدة البارة دوة الناجم فقد حملت مسؤولية العدوة إلى النزاع المسلح بين جبهة البوليساريو و المغرب "للمجتمع الدولي و على رأسه منظمة الاممالمتحدة نظرا لفشلها لحد الآن في وضع حد لإستعمار ظل جاثما على صدور الصحراويين لكثر من 40 سنة".