لازال الوضع بليبيا وموضوع إقرار حكومة التوافق الليبية وتكالب إرهاب "داعش" ضد الشعب الليبي محل اهتمام وترقب من قبل الليبيين والأممالمتحدة التي عقد مجلسها للأمن اجتماعا أمس الأربعاء اصدر عبره دعوة إلى الليبيين للإسراع بتجسيد الاتفاق السياسي بما يعيد الأمن إلى ربوع البلاد. وأعربت أوساط ليبية ودولية بضرورة تحمل الليبيين لمسؤولياتهم تجاه بلدهم ونبذ أية خلافات قد تطرأ وجعل التوافق أسمى السمات خدمة لما فيه مصلحة الليبيين. فسنوات التناحر والتنافر لابد أن تنقضي وليبيا بحاجة إلى كافة أبناءها للنهوض بها من جديد ولن يكون ذلك إلا من خلال توحيد الكلمة بما يحقق الاستقرار السياسي ومنه الأمني والعودة إلى مصف الدول في التنمية والتقدم. دعوة لإنجاح مشروع التوافق الوطني فقد أرسل مجلس الدولة الداعم للاتفاق السياسي الليبي تحية تقدير لكل ليبي يقف بالمرصاد لمعرقلي الحل السياسي الرامي إلى إحداث انفراج في الوضع السياسي ولكل من يجابه الارهاب. جاء ذلك خلال اجتماع اعضاء "مجلس الدولة" بالعاصمة طرابلس ، امس الاربعاء بحضور 53 عضوا من أعضاء المجلس، بهدف إجراء الترتيبات اللازمة لوضع الأتفاق السياسي موضع التنفيذ. وأكد أعضاء المجلس في بيانهم ،عزمهم على إنهاء الصراع والانقسام، وانجاح مشروع التوافق الوطني، ودعم حكومة الوفاق الوطني لمباشرة عملها من العاصمة طرابلس في أقرب وقت ممكن وطالبوا كل زملائهم في "المؤتمر الوطني العام" (الاسبق) لتوحيد الكلمة من أجل انقاذ ليبيا . كما دعوا كل أبناء الشعب الليبي وكافة مؤسسات المجتمع المدني والنخب إلى تحمل "مسؤولياتهم التاريخية"، ودعم كل الجهود التي تريد المصالحة والتصدي لكل محاولات الأطراف المعرقلة للاتفاق السياسي والساعين إلى إطالة الأزمة والمعاناة. مجلس الأمن الأممي يستعرض الملف الليبي. تشكيل حكومة التوافق ومحاربة الإرهاب مساران متلازمان تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي بعدد من المدن الليبية وتأخر اقرار حكومة التوافق من شانهما تعقيد الأمور على الليبيين هي مخاوف اثارتها مجددا منظمة الأممالمتحدة أمس الاربعاء خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول ليبيا. وما قاله المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، في إحاطته امس إلى المجلس يبعث عن أمال ومخاوف في الوقت ذاته فقد حذر مثلا من الوضع القائم بمدينة سرت الليبية الذي قال ان تنظيم "داعش" أحكم يده عليها . بالمقابل تضمنت كلمة المبعوث الاممي إلى ليبيا مارتن كوبلر نبرة تبعث على الامل وهو يتعهد بمواصلة دعم تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي والتواصل مع كل المسؤولين من أجل بناء الدولة. ودعا المبعوث الأممي إلى توحيد قوات الأمن الليبية، وقال إنه "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حكومة وفاق وطني لمواجهة التنظيم" مشددا على ضرورة القيام بأعمال عاجلة من أجل توسيع قواعد المؤسسات الانتقالية الجديدة وضمان الانتقال السلمي للسلطة ووضع اجراءات أمنية لتمكين الحكومة من اداء عملها بشكل جيد في طرابلس. وخلال كلمته امام اجتماع مجلس الامن الدولي امس قال مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة السفير إبراهيم عمر الدباشي من جانبه ، أن الليبيين استبشروا خيرا بتوقيع الاتفاق السياسي وترقبوا بحماس تشكيل حكومة الوفاق الوطني. الإرهاب.. المدنيون في الواجهة وأزمة إنسانية في باضطراد وولد عنف تنظيم داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى بليبيا والوضع الامني المتوتر بهذا البلد أزمة إنسانية ميزتها الاعداد الكبيرة من الليبيين التي اضطرت لمغادرة ديارها باتجاه مناطق أكثر أمن. وفي هذا الشأن قدم نائب المبعوث الاممي الليبي ورئيس بعثة الاممالمتحدة للشؤون الانسانية بليبيا أمس أرقاما مخيفة لنتائج اللااستقرار بليبيا من خلال عدد النازخين والمهجرين مؤكدا من جانبه أن حكومة الوفاق الوطنية ضرورة من أجل نقل الامور فى ليبيا نحو بر الامان . يذكر أن مجلس النواب الليبي أرجأ الأسبوع الماضي جلسة التصويت على حكومة الوفاق الوطنى لعدم اكتمال النصاب القانونى للمجلس. وبالنسبة للزعتري فان أي تدخل عسكري أو اقتتال داخلي بالاراضي اللليبية سيفاقم من الازمة الانسانية فيها وتعني ايضا مزيدا من التشرد والدمار . الازمة بالارقام فصل فيها المسؤول الاممي حيث اوضح أن هناك 435 الفا أو يزيد من النازحين داخل ليبيا و250 الفا أو يزيد على الاغلب من المهاجرين أو اللاجئين القادمين من البلاد المحيطة بها فضلا عن أكثر من مليونين و400 الف محتاج لوضع غذائى وعناية صحية . بالاظافة إلى ذلك فان ما يقارب ال900 الف مواطن ليبي بحاجة إلى خدمات مياه وصرف صحى أفضل وتقريبا 97 بالمئة من المحتاجين إلى مساعدة انسانية وفق الزعتري الذي تأسف للنقص الكبير في موارد المالية المتاحة حتى الان لاغاثتهم. وذهب نفس المسؤول إلى حد التنبيه من ان وقف أعمال الاغاثة الانسانية في ليبيا خلال شهرين كأحسن تقدير غير مستبعد موضحا أنه فى ظل عدم وجود موارد لفترة طويلة "فقد نضطر إلى أن نقول خلال شهر أو شهرين على الاكثر اننا سنقوم بوقف الاعمال الانسانية فى ليبيا". وبالموازاة مع الازمة الانسانية يعرف الوضع الميداني بليبيا اعمال عنف واقتتال راح ضحيتها خلال الشهرين الماضين (يناير وفبراير) حسب تقديرات الاممالمتحدة 28 مدنيا . وتقول بعثة الأممالمتحدة في ليبيا في تقرير لها امس أن "أسباب معظم الوفيات والإصابات بين المدنيين تعود إلى تعرضهم للقصف بمدافع الهاون والمدفعية وغيرها من الأسلحة غير المباشرة" وكانت مدينة بنغازي الاكثر نصيب في عدد الوفيات. بالمقابل تمكنت قوات الجيش الليبي خلال الأيام الماضية من تحرير نسبة كبيرة من الأراضي بمدينة بنغازي وهي تتقدم في كافة محاور القتال وفق مصادر ليبية. وقام رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبد الله الثني بزيارة تفقدية إلى المناطق المحررة من التشكيلات المسلحة في مدينة بنغازي، بحث خلالها احتياجات المدينة الطارئة للعمل على عودة الحياة الطبيعية لها وتسهيل عودة النازحين. واعلن الثني اثر ذلك أن الجيش الليبي استطاع تحرير مدينتي بنغازي وأجدابيا من المتطرفين وهو مستمر في تحرير جميع مدن ليبيا من الإرهابيين.