أثار القرار "العدواني" للإحتلال الإسرائيلي بغلق مكاتب فضائية (فلسطين اليوم) في الضفة الغربية تنديدا واسعا و إستنكارا لإستمرار سياسة إستهداف الإعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود إن استهداف قناة "فلسطين اليوم" يأتي "ضمن سياسة الاحتلال العدوانية المستمرة تجاه الاعلام الفلسطيني" و أن "هذا العدوان له تاريخ أسود امتد على مدى عشرات السنين وطال الصحفيين والكتاب الفلسطينيين وصحفيين عالميين تعاملوا بصدق مع القضية الفلسطينية". واتهم الناطق باسم الحكومة الفلسطينية الإحتلال الإسرائيلي "بممارسة التحريض الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة ضد الإعلام الرسمي الفلسطيني وعلى راسه الإذاعة والتلفزيون". وجاء هذه التصريحات عقب إقدام قوات الإحتلال الإسرائيلية، اليوم الجمعة، على غلق مقر مكتب فضائية (فلسطين اليوم) في الضفة الغربية و ذلك بعد إعتقال ثلاثة من صحفييها. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات من الجيش الإسرائيلي داهمت مكتب الفضائية في مدينة البيرة وحاصرته قبل أن تصادر أجهزة البث والمونتاج والتصوير من داخله وتعلن إغلاق القناة بأمر عسكري. وأضافت المصادر أن القوات اقتحمت كذلك مقر شركة "ترانس ميديا للخدمات التلفزيونية" في مدينة البيرة وصادرت معداتها علما أن الشركة تقدم خدمات لفضائيات فلسطينية منها (فلسطين اليوم). وتابعت أن هذه القوات اعتقلت اثنين من الصحفيين العاملين داخل مكتب الفضائية هما المصور الصحفي محمد عمرو وفني البث شبيب شبيب. كما اعتقلت مدير القناة في الضفة الغربية الصحفي فاروق عليات بعد مداهمة منزله في بلدة بيرزيت. وسبق أن أغلق الجيش الإسرائيلي ثلاث إذاعات محلية في الخليل في جنوبالضفة الغربية في أكتوبر ونوفمبر الماضيين بعد أن صادر أجهزة البث من داخلها. -- هذه الممارسة "تأتي ضمن حملة ممنهجة تقودها حكومة التطرف الإسرائيلية لإسكات الصوت الفلسطيني -- وفي ذات السياق، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيسة دائرة الثقافة والإعلام فيها حنان عشراوي، أن "اجتياح مناطق السلطة الوطنية والاعتداء على سيادتها ومؤسساتها الإعلامية بمثابة تعد سافر على الحقوق الأساسية للإنسان الفلسطيني وانتهاك للأعرف والقوانين الدولية والإنسانية التي كفلت حرية الرأي و التعبير". وشددت عشراوي على أن هذه الممارسات "تأتي ضمن حملة ممنهجة تقودها حكومة التطرف الإسرائيلية لإسكات الصوت الفلسطيني وعزله عن العالم للتغطية على جرائمها وخروقاتها المتواصلة المخالفة والمتعمدة للقانون الدولي". بدوره، اعتبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين إغلاق مكتب فضائية (فلسطين اليوم) واعتقال ثلاثة من صحفييها "مؤشر لاستباحة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تتوقف". كما استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الإجراء الإسرائيلي بحق فضائية (فلسطين اليوم) واعتبرت أنه يستهدف "إسكات الإعلام الوطني للاستفراد بالشعب الفلسطيني بعيدا عن نظر وسمع العالم". -- مظاهرة لعشرات الصحفيين ونشطاء حقوقيون تنديد بهذا القرار الجائر -- وفي غزة تظاهر عشرات الصحفيين ونشطاء حقوقيون بدعوة من التجمع الصحفي الفلسطيني قبالة مكتب فضائية (فلسطين اليوم) في القطاع تنديدا بإغلاق مكتبها في الضفة الغربية. ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كتب عليها "لا لإغلاق قناة فلسطين اليوم" و"بطشكم لن يوفقنا ومستمرون رغم الملاحقة والإعتقال". وبهذا الخصوص، قال توفيق السيد سليم رئيس التجمع الإعلامي الصحفي خلال الوقفة إن "الجريمة ليست بحق مكتب فلسطين اليوم فقط بل بحق المؤسسات الإعلامية الفلسطينية التي تنحاز إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته". وأضاف توفيق السيد سليم أن صوت (فلسطين اليوم) "لن يخفو وصورتها لن تسقط وستظل التغطية مستمرة" مشيرا إلى أن هذا"الاستهداف ما كان ليتم لولا إدراك الاحتلال للدور الفاعل الذي تلعبه القناة في حشد الجماهير خلف خيار المقاومة". ودعا توفيق السيد سليم، الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين ووقف التوغل الإسرائيلي بحقهم. بدوره، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب خلال المظاهرة إن "الإعلام الحر والمقاوم سيستمر في أداء مهامه ورسالته وسيستمر في فضح ممارسات وجرائم الاحتلال". وأضاف شهاب أن فضائية (فلسطين اليوم) "انحازت إلى العدل والحق وستستمر رغم إرهاب الاحتلال" ، مشيرا إلى أن هذا "المسلسل من العدوان والإرهاب الذي يستهدف الشعب الفلسطيني في الأزقة والحواجز بالقتل والاستهداف والإعدام الميداني يطال كذلك مؤسسات الصحافة لإخماد صوت الانتفاضة". من جهته، قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في كلمة له عن القوى الوطنية والإسلامية خلال المظاهرة، إن "جريمة الاحتلال بحق قناة (فلسطين اليوم) محاولة بائسة من قبل العدو المجرم لإسكات الحقيقة". وأكد مزهر أن "كل هذه المحاولات من قبل الاحتلال الإسرائيلي لن تنجح وسيستمر صوت الحقيقة والانتفاضة حتى رحيل الاحتلال المجرم"، معتبرا أن "هذا الانتهاك يمثل "خرقا فاضحا للمواثيق والقوانين الدولية"وانه "على المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين التحرك لإدانة هذه الجريمة والعمل الجاد من أجل محاكمة حكومة الاحتلال الفاشية على كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب والإعلاميين".