دعا المشاركون في لقاء دراسي انعقد يوم الاثنين بميلة حول حماية وترقية وإدماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى "تكفل متعدد التخصصات بالأطفال المرضى بالتوحد وضمان تمدرس من لديهم القدرة على ذلك و مساهمة العائلات في مجهود إعادة إدماجهم في المجتمع". و قد بادرت إلى تنظيم هذا اليوم الدراسي مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن للولاية و ذلك بمقر متحف المجاهد تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة بحضور أفراد هذه الفئة إلى جانب مدعوين و مسؤولين. و أشار بالمناسبة الدكتور لخضر عمران أستاذ علم النفس بجامعة ميرة عبد الرحمان ببجاية في محاضرة بعنوان "التوحد و التمدرس " إلى أن مشكلة أطفال التوحد أنهم " يتواصلون بشكل مختلف عن الآخرين كما أنهم يدركون العالم بشكل آخر " ما يتطلب حسبه- اعتماد أقسام خاصة متعددة التخصصات دون عزلهم عن بقية التلاميذ". و أضاف نفس المتدخل بأن الغرض من ذلك هو إنجاح عملية إعادة اندماجهم التدريجي في المجتمع . وأوضح ولي طفل توحدي خلال تدخله في هذا اللقاء الدراسي بأن تجربته مع الحالة التي يرعاها وإخضاعها للفحوص النفسية و البدنية و التحاليل أبرزت فيما بعد بأن سبب المرض الرئيسي يعود لنقص حاد في مادة الحديد . ومن الأعراض النفسية التي توجد لدى الأطفال مرضى التوحد كما ذكر المتدخلون خلال الأشغال اختلالات في التواصل و غياب أو نقص نمو اللغة و اختلالات التفاعل الاجتماعي و الرتابة و النمطية. كما دعا المتدخلون بالمناسبة إلى تطوير نشاطات التكوين المهني و الأنشطة الرياضية و الثقافية كوسيلة للإدماج الاجتماعي للمعاقين فيما تناول بعضهم صعوبات التكيف وكيفيات التعامل من أجل ترقية وإدماج هذه الفئات الهشة . من جهتها دعت مديرة النشاط الاجتماعي و التضامن بولاية ميلة السيدة سامية قواح إلى مرافقة وتكفل " شخصاني " مستمرا للمعاقين من طرف القطاع و الأولياء مقترحة إنشاء أفواج عمل متعددة القطاعات لتفعيل " التكفل المبكر". و يتكفل قطاع النشاط الاجتماعي و التضامن بولاية ميلة بما مجموعه 16995 مهيكلا من بينهم 3422 مستفيد من المنح الجزافية بقيمة 500 مليون د.ج إلى جانب 326 طفل مندمج في المؤسسات المتخصصة و 134 طفلا في الأقسام الخاصة للإعاقة الذهنية و التوحد و الإعاقة الحسية.