باتت الأوضاع الميدانية بالعاصمة الليبية أكثر هدوءا يوم الجمعة الا أن نبرة التهديد التي تصدرها الحكومة الموازية بطرابلس الغير معترف بها دوليا تجاه حكومة التوافق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج وعملها لم تهدأ رغم الدعم الدولي المتواصل لها. استمرار التهجم على حكومة التوافق الوطني الليبية التى تدعمها الاممالمتحدة وقدوم المجلس الرئاسي برئاسة لسراج الى طرابلس يندرج وفق الامم التحدة والكثير من الدول ضمن "العراقيل الخطيرة" التي حذرت منها المجموعة الدولية ودفعت بالاتحاد الاوروبي اليوم الى تجسيد تحذيراته بفرض عقوبات على عدد من المسؤولين الليبيين الذين وضعهم في "خانة المعرقلين". واعلنت الحكومة غير المعترف بها دوليا والتى تتخذ من طرابلس مقرا لها مجددا اليوم أنها " لن تتشبث بالسلطة لكنها ستعارض بشكل سلمى حكومة الوحدة المدعومة من الاممالمتحدة ". ويرى المتتبعون أن أي تعطيل لعمل حكومة السراج ليس في صالح ليبيا ولا يخدم الليبيين بل سيمدد لحالة اللا استقرار السياسي والامني بليبيا ويفسح المجال أمام التمدد الخطير لتنظيم داعش والجماعت الارهابية. ووصل المجلس الرئاسي الليبي عن طريق البحر قادما من تونس أول أمس الأربعاء. وشهدت العاصمة طرابلس بعد إعلان دخول المجلس الرئاسي مواجهات دامية وإطلاق نار عشوائي بين مؤيدين ومعارضين لحكومة السراج نتج عنه سقوط قتلى وجرحى وحرق للممتلكات. الامر استنكره بشدة المجلس الرئاسي ودعا بالمقابل الى ضبط النفس والتهدئة والابتعاد عن العنف والتحريض. الا انه وفي الساعات الاولى من صباح اليوم اعلن عميد بلدية طرابلس عبد الرؤوف بيت المال توقف الاشتباكات داخل العاصمة, وطمأن سكان العاصمة بأن الوضع هادئ جدا وتم افتتاح الطرق والشوارع داخل العاصمة بعد إغلاقها. كما اكد ذلك رئيس لجنة الترتيبات الأمنية بطرابلس التابعة لحكومة الوفاق الليبي عبد الرحمن الطويل الذي اكد بأن استقرار الوضع في العاصمة وانتهاء المناوشات. المصالحة الشاملة انقاذ للجميع وفي ظل التطورات الحاصلة على الساحة السياسة الليبية وجهت المجموعة الدولية دعوات ملحة لللبيين من اجل اغتنام "الزخم الإقليمي والدولي" خاصة الجهود التي تقدمها الاممالمتحدة لانقاذ ليبيا والالتفاف حول حكومة التوافق ومساعدتها للاضطلاع بمهامها وهذا ما دعت اليه الجامعة العربية أمس. من جهتها اكدت الجزائر اليوم وهي ترحب بدخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية إلى طرابلس ان هذه الخطوة مهمة لتحقيق المصالحة الوطنية والأمن والإستقرار في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية منذ الإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي في العام 2011. كما اعتبرت أن "هذا الأمر من شأنه فتح الباب واسعا أمام المصالحة الوطنية التي تقوم عليها وحدة ليبيا الوطنية والترابية". ومن واشنطن دعا الرئيسان الفرنسى فرانسوا هولاند ونظيره الامريكي باراك اوباما عقب جلسة مباحثات ثنائية على هامش قمة الامن النووى المنعقدة بالعاصمة الامريكيةواشنطن الى الاعتراف الكامل بحكومة الوفاق الوطنى التى تشكلت تحت رعاية الاممالمتحدة والى بذل كافة الجهود لتكون الاولوية لتحقيق الاستقرار. وشدد الرئيس الامريكى على ضرورة مساندة حكومة الوفاق الليبية حتى لا تتحول ليبيا الى قاعدة مستقبلية لتنظيم "داعش". الاتحاد الاوروبي يترجم تهديداته الى واقع - ثلاثة مسؤولين تحت طائلة العقوبات- لم ينتظر الاتحاد الاروبي كثيرا لترجمة تهديداته بقرض عقوبات ضد معرقلي عمل حكومة السراج المعترف بها دوليا . . وشكل رد فعل معارضي حكومة التوافق الوطني بعد وصولها الى العاصمة حافزا للاسراع بتسليط العقاب . فقد تبنى الاتحاد الأوروبي أمس عقوبات بحق ثلاثة من كبار المسؤولين الليبيين ل"ضلوعهم بشكل متكرر في أعمال ترمي إلى عرقلة تقدم العملية السياسية المدعومة من الأممالمتحدة في ليبيا". وتم الاتفاق على القرارات بتجميد أصول رسميا أمس الخميس وبدأ تطبيقه اليوم الجمعة بعد يومين من وصول حكومة السراج الى طرابلس التي حاول البعض منعها من الوصول. والرجال الثلاثة الذين تشملهم العقوبات هم "نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام في طرابلس وهو واحد من برلمانين متنافسين وخليفة الغويل رئيس وزراء حكومة طرابلس وعقيلة صالح رئيس البرلمان المعترف به دوليا. ونشر الاتحاد الأوروبي في جريدته الرسمية اليوم القرار الإداري المتعلق بالعقوبات والذي يوضح الطابع القانوني لفرضها, وأورد القرار مبررات إدراج المسؤولين الليبيين الثلاثة في قائمة الأطراف التي تطولها عقوبات الاتحاد بتجميد أصولهم وحظر دخولهم الفضاء الأمني الأوروبي.