يلتئم البرلمان الليبي المعترف به دوليا, يوم الثلاثاء مجددا من أجل التصويت على حكومة الوفاق التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج, وتتضمن 18 وزيرا بينهم 5 وزراء دولة ومنحها الثقة في حال اكتمال النصاب القانوني للمجلس. ويشترط استكمال النصاب القانوني لأعضاء البرلمان لاجراء التصويت اليوم على الحكومة التي أمضى يومين من النقاش بشان أسماء الوزراء المرشحين لحكومة الوفاق الوطني وبرنامجها السياسي. ويحتاج التشكيل الوزاري لحكومة الوفاق إلى نصف النصاب القانوني زائد واحد لتمريرها واعتمادها. ويتواجد رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا, مارتن كوبلر, بمدينة طبرق شرق ليبيا, لمساعدة الحكومة على نيل ثقة البرلمان. وقال كوبلر في تصريحات صحفية أن "الأنظار مسلطة هذه الأيام على مدينة طبرق وأن الشعب الليبي يتطلع لميلاد حكومة وفاق وطني تخرج ليبيا من الأزمة الراهنة التي تمر بها". وكان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبي أكد اول امس امام مجلس النواب إن حكومته ستعمل على ملفات حساسة ومهمة بشأن الداخل الليبي بالتوازي مع الجانب الخارجي. وبعد ان اكد ان برنامج الحكومة سيهتم بتطوير الخدمات للمواطنين وسيعمل على ملفات المصالحة الوطنية وتوفير الأمن والعدالة الاجتماعية بالإضافة لبناء المؤسسات وتعزيز السياسة الخارجية والتعاون الدولي تناول السراج مسالة مؤسسات الأمن والجيش التي اوضح بشأنها "الحكومة ستعمل على تفعيل الجيش والشرطة وحل ودمج التشكيلات المسلحة وتأمين العاصمة والمدن والمطارات". كما تتضمن أولويات الحكومة -- يقول السراج -- معالجة أوضاع النازحين والمهجرين وعودتهم لمدنهم". وفي الوقت الذي يعتزم فيه البرلمان التصويت ومنح الثقة لحكومة السراج قال هذا الاخير إن الحكومة الجديدة قد تعمل من أي مكان في ليبيا إذا لم يتسن لها العمل في طرابلس . وشدد السراج خلال جلسات الاستماع التي عقدها برلمان طبرق بشأن الحكومة الجديدة اليومين الماضين على أن الحكومة الليبية ينبغي أن تبدأ عملها حالما تتم المصادقة عليها و"إذا لم تتمكن من الانطلاق من طرابلس فبإمكانها العمل من أي مكان في ليبيا ريثما يتم الإعداد لدخولها إلى طرابلس". تجدر الاشارة هنا الى ان تصريحات لعلي الزعتري نائب الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا مؤخرا تضمنت تحذيرا من ازمة انسانية خطيرة بليبيا جراء عدم الاستقرار السياسي والامني بهذا البلد . وربط الزعتري الازمة الانسانية التي تتخبط فيها ليبيا بتعثر العملية السياسية في البلاد واضطراب الأوضاع الأمنية وتواجد الجماعات الإرهابية وقال في هذا السياق انه "معني بالجانب الإنساني والتنموي ويسعى إلى إلقاء الضوء علي هذا الجانب بالتوازي مع ما يحدث من خطوات علي الصعيد السياسي حتى تشكيل حكومة وفاق وطني".