اختتمت يوم الجمعة في مدينة اسطنبول التركية أعمال الدورة ال 13 لمؤتمر القمة الاسلامي بإصدار "إعلان اسطنبول" الذي صادقت عليه البلدان المشاركة تضمن تأكيد على مركزية القضية الفلسطينيةوالقدس الشريف للامة الاسلامية وضروة احلال السلام ومكافحة الارهاب. واعرب المشاركون في القمة ضمن "إعلان اسطنبول" عن ارتياحهم ازاء التقدم المحرز في اتفاقيات السلام والمصالحة في عدد من الدول الافريقية منها مالي وليبيا والصومال وافريقيا الوسطى والسودان واكدوا تضامنهم الكامل مع نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد في مواجهة ارهاب جماعة (بوكوحرام). فبخصوص الشأن الليبي رحب الاعلان بقرار المؤتمر الوطني الليبي تسليم السلطة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا مشيدا بأهمية هذه المبادرة الداعمة لتركيز سلطة شرعية واحدة في دولية ليبيا والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني. كما دعا الأطراف السياسية الليبية لتقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني وذلك من أجل استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا. وحول الأوضاع في سوريا أعرب الإعلان على ضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال أراضيها ودعمه لعملية التسوية وفق مقررات جنيف 1 بغية وضرورة بناء دولة سورية قائمة على التعدد الديمقراطي. كما أعرب الإعلان عن تقديره وشكره لدولة الكويت لاستضافتها مؤتمر الأطراف اليمنية في ال 18 من الشهر الحالي برعاية الأممالمتحدة مشيدا بجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد في دعم الوضع الانساني في اليمن والدفع في تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد وفقا للشرعية الدستورية. واكد "إعلان اسطنبول" عن دعمه الكامل للحكومة العراقية في جهودها للقضاء على تنظيم (داعش) واستعادة أراضيه المحتلة. وبشأن النزاع الأرميني الأذري بشأن اقليم "ناغورني كاراباخ" شدد إعلان اسطنبول على ضرورة سحب أرمينيا قواتها المسلحة فورا وبشكل كامل وغير مشروط من الأراضي الاذرية المحتلة وتسوية النزاع في اطار سيادة أذربيجان وسلامة أراضيه. ورحب الإعلان أيضا بجهود السلام والمصالحة التي تقودها أفغانستان في سبيل إحلال السلم والامن الدائمين في البلاد وفي المنطقة مشددا في جانب آخر منه على ضرورة "منح الأقليات المسلمة حقوقها في البلدان غير الاسلامية". "اعلان اسطنبول" تأكيد على مركزية القضية الفلسطينيةوالقدس الشريف للامة الاسلامية واكد "إعلان اسطنبول" مركزية قضية فلسطينوالقدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية ودعمه المبدئي لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية بما فيها حق تقرير المصير وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الى جانب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم. ودعا الى ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقت مبكر لوضع آليات لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشريف. وجدد الإعلان دعمه للبنان في تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل المشروعة داعيا في الوقت ذاته اسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل. كما رحب بالحوار القائم بين الأطراف السياسية اللبنانية لتجاوز الخلافات معربا عن تقديره للجهود التي تبذلها لبنان ومصر والاردن والعراق وتركيا في استضافة اللاجئين السوريين. التعاون بين دول المنظمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة من جانب اخر أبدى المشاركون في القمة الاسلامية ارتياحا لاكتمال برنامج العمل العشري /2005-2015/ بنجاح ما يتيح للأمة الاسلامية خطة استشرافية لتعزيز العمل الاسلامي المشترك في شتى المجالات مرحبا باعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تتضمن 17 هدفا و169 غاية. كما أشاد الإعلان بزيادة مستوى التجارة البينية في اطار المنظمة من 18.64 بالمائة في العام 2013 إلى 19.33 بالمائة في 2014 من خلال تنفيذ برامج التمويل التجاري ومبادرات لتعزيز التجارة. ورحب /إعلان اسطنبول/ بإنشاء المنظمة الاسلامية للأمن الغذائي في كازاخستان وتنفيذ البرنامج الخاص لتنمية افريقيا ومشاريع التعليم والصحة مشيدا بانعقاد الدورة الأولى لقيادة عقيلات رؤساء الدول المعنية بمكافحة السرطان في الدول الاعضاء. ودعا جميع الدول الأعضاء إلى مواجهة تصعيد المشاعر المعادية للمسلمين وتشجيع الدول ومجتمعاتها المدنية على اتخاذ تدابير للتصدي لظاهرة الاسلاموفوبيا مؤكدا دور القادة الدينيين وقادة المجتمع في الحد من نزعات التطرف والاسلاموفوبيا من خلال تعزيز التسامح والوسطية وتبادل الاحترام والتعايش السلمي. وأكد ايضا أهمية بناء قدرات الشباب وتعزيز دورهم في عملية التنمية الشاملة وتحقيق الامن والسلم في المجتمعات الاسلامية داعيا إلى دعم أنشطة ومشاريع منظمات المجتمع المدني في هذا الشأن.