أكد اليوم السبت بسوق أهراس أساتذة مشاركون في أشغال ملتقى وطني حول "تعليم القرآن الكريم: واقع وآفاق" أن التعليم القرآني يعد رافدا من روافد التنمية الشاملة للمجتمع في ظل التحديات الراهنة. وأوضح مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ محمد إيدير مشنان في مداخلة له في أشغال هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وأشرف على افتتاحه والي الولاية السيد عبد الغني فيلالي أن التعليم القرآني يعتبر كذلك عاملا من عوامل الوحدة الوطنية التي ضمنها القرآن. ودعا ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال هذا الملتقى الذي احتضنته قاعة المحاضرات "ميلود طاهري" وحضره عدد كبير من الأئمة ومعلمي وحفظة القرآن الكريم والقائمين على مدارس وفضاءات التعليم القرآني إلى المحافظة على الموروث القرآني للمجتمع الجزائري وهو الموروث الذي اعتبره ذات المتدخل موروثا أصيلا يعود إلى 14 قرن من الزمن. وبعدما أشار إلى أهمية التفاعل مع المطلب المتزايد للمجتمع في التعليم القرآني وترقية هذا الأداء كما ونوعا تطرق الأستاذ مشنان إلى منظومة التعليم القرآني في الجزائر حيث طالب بتحيينها وتكييفها مع المستجدات الديمغرافية والبيداغوجية حتى تكون أكثر فعالية واستجابة. واعتبر ذات المتدخل في اشغال هذا الملتقى المنعقد بمناسبة إحياء يوم العلم (16 أبريل من كل سنة) بأن ملامح النهضة القرآنية بولاية سوق أهراس الحدودية تجلت من خلال ارتفاع الإقبال على التعليم القرآني وعدد حفظته وخصوصا لدى العنصر النسوي وهو مؤشر إيجابي . ولم يخف المتحدث الجهد الرائد لفصول محو الأمية وتعليم الكبار على المستوى الوطني مشيرا إلى أن العدد الكبير للمقبلين على فصول محو الأمية في المساجد والمدارس القرآنية والمراكز الثقافية الإسلامية. وفي هذا الإطار، لفت الأستاذ مشنان إلى أن أغلب المقبلين على هذه الفصول يحذوهم هدف وأمل وهو التمكن من قراءة وحفظ القرآن الكريم وهو ما تحقق فعلا رغم تقدم سن معظمهم فمنهم -كما أضاف- من استطاع حفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب ومن نماذج ذلك بعض المجاهدات اللواتي شاركن في ثورة التحرير المجيدة. من ناحيته، حث الأستاذ محمد شيخ القاسمي وهو مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف القائمين على المدارس القرآنية على إعطاء الأهمية القصوى والجادة للتعليم القرآني في مختلف الأطوار وألا تكون برامجهم مقتصرة على ما قبل التمدرس فقط مطالبا الأولياء بأن يوجهوا أبناءهم إلى التعليم القرآني لأنه معين لهم على تربية لا يقدرون عليها وحدهم. وتم خلال أشغال هذا الملتقى إبراز الطرق المتبعة في تحفيظ القرآن الكريم وعملية المزج بين الطرق العتيقة والطرق التقنية المعاصرة ومدى استغلالها في عملية الحفظ وتسليط الضوء على أهم المدارس القرآنية وعدد حافظي القرآن على مستوى ولاية سوق أهراس.