سيتم في القريب إطلاق أشغال إعادة الإعتبار وتدعيم وحماية القصر العتيق بالمنيعة بولاية غرداية المصنف تراثا وطنيا في 1995, حسبما أفاد يوم الثلاثاء ل"وأج" مدير الثقافة بالولاية. تأتي هذه الأشغال بعد مداولة للمجلس الشعبي الولائي, وإتمام الدراسات التقنية الخاصة بالمحافظة على القصر العتيق بالمنيعة والتي تهدف إلى تدارك حالة تداع المباني ما خلف وضعية جد متدهورة لهذا الفضاء المعماري العريق, مثلما أوضح مدير القطاع إبراهيم بابا عدون. سيسمح ترميم وإعادة إحياء هذا التراث المعماري الثقافي والتاريخي بإدماجه في الحركية التنموية التي تعرفها منطقة المنيعة وترقية قدراتها المادية واللامادية وتشجيع الإستثمار السياحي المنشئ للثروة والشغل للشباب بهذه الولاية المنتدبة, حسبما أضاف مسؤول القطاع. يعد القصر العتيق بالمنيعة وبناياته الرائعة المشيدة بالرمل الجاف شاهدا على حضارة غنية بالتقاليد الأصيلة, وقد عرف مسارا من تدهور "جد متقدم", الذي شوه منظره المعماري, مما ألحق ضررا بقيمته التاريخية وجماليته, يقول ذات المسؤول. من أجل إنقاذ هذا التراث من البناء المعماري التقليدي وفن البناء حسب التقنيات المعمارية القديمة فقد أدرجت دراسة ترميم وتدعيم قصر الأميرة مباركة بنت الخص, ومسجد بمساحة 100 متر مربع الذي إنهار منذ عدة سنوات, والحصون, وبعض السكنات, والمسلك المؤدي إلى القصر, وكذا برج المراقبة به. هذا القصر العريق الذي شيد فوق قمم شاهقة قاحلة ولكنها مطلة على نقطة التماس بين العرق الكبير الشرقي والعرق الكبير الغربي يظل واحدا من القلاع الثرية سواء من حيث تاريخه وتقاليده, أو من حيث منظره المطل على المنظر الطبيعي المحيط به. ويعطي القصر المنيعة العتيق الذي شيد في القرن الرابع, والمجاور لواحة المنيعة غير بعيد من محيط الطريق الوطني (1), من خلال حصونه نظرة شاملة فريدة من نوعها. هذا المعلم العريق الذي تحول إلى موقع ثقافي وسياحي للمنطقة, وبما يتميز به من هندسة معمارية, وبيوته الصغيرة التقليدية المشيدة فوق هضبة صخرية, يشكل عامل جذب للسياح والزوار الآخرين للمنطقة. كما يعد نمطا حضريا الذي يشهد ومنذ قرون عديدة يروي عن أسرار حضارة مدنية, من خلال بيوته المستقيمة التي تتميز بنمط معماري بسيط مليئة بالكوات والأدراج, وفتحات صغيرة للإضاءة والتهوية. وشيدت هذه البيوت وبشكل دائري حول المسجد الذي يعد نقطة مركزية ذات دلالة إجتماعية, إلى جانب بئر جماعي ومواقع لتخزين المؤن الغذائية التي حفرت بصخور ذات طبيعة كلسية, والتي تشكل محل اهتمام عديد السياح. ويندرج تجسيد عملية إعادة الإعتبار للقصر العتيق بالمنيعة في إطار إستراتيجية تثمين هذا الفضاء التراثي الأصيل بهدف حقيق إقلاع حقيقي لحركية التنمية المحلية, يرتكز على ترقية قطاعي السياحة والصناعة التقليدية.