لم يترك فريق اتحاد الجزائر أي فرصة للإثارة في السباق نحو لقب الرابطة الجزائرية الأولى لكرة القدم للموسم "2015-2016" حيث حسم مصيره قبل عدة جولات من إسدال الستار على المنافسة يوم (الجمعة) بعد سيطرة كلية على المنافسة. وحفظ أصحاب اللونين "الأسود و الأحمر" درس الموسم الماضي جيدا لما انتظروا الجولة الأخيرة لضمان بقائهم, بتحقيقهم هذه المرة انطلاقة قوية خلال الشطر الأول للمنافسة. وقامت تشكيلة سوسطارة التي أخفقت في نهائي رابطة الأبطال الإفريقية برفع التاج عاليا, وانهت الموسم بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحق ويتعلق الأمر بشبيبة الساورة . وكان بإمكان لاعبي ميلود حمدي الذي عاش تجربته الأولى كمدرب رئيسي, تسجيل فارق قياسي لولا تراجعهم في الجولات الأخيرة للموسم, بتسجيلهم لسلسلة من الإخفاقات. وصرح الرئيس الأسطوري السابق سعيد عليق الذي احتفل يوم الخميس الماضي باللقب السابع لفريقه القديم قائلا:"هذا الموسم, هناك اتحاد الجزائر و الآخرون, طالما ان فريقنا فرض سيطرته الكاملة على المنافسة". بالإضافة إلى مجموع النقاط (58 قي 30 مباراة), يتوفر الاتحاد على أحسن خط هجوم ب 49 هدفا, فيما عرف خطه الخلفي بعض الارتباك باستقباله 31 هدفا بمعدل اكثر من هدف واحد في كل مباراة. ثورة "الأقزام الصغيرة" وإذا كانت سيطرة الاتحاد منطقية وواضحة بالنظر للإمكانيات البشرية و المادية التي يتوفر عليها النادي, فإن موسم "2015-2016" تميز بمفاجأة سارة "للأقزام الصغيرة" على غرار شبيبة الساورة و دفاع تاجنانت. وحقق ممثل الجنوب الغربي الحديث الذي تأسس عام 2008, إنجازا تاريخيا باحرازه للمركز الثاني الذي يعطيه حق المشاركة لأول مرة في تاريخ ناد من الجنوب في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. هذا الإنجاز راود مطولا فريق دفاع تاجنانت قبل أن يفشل في الأنفاس الأخيرة من الموسم بتسجيله لهزيمتين متتاليتين. وعرف موسم "2015-2016" عودة قوية لشبيبة القبائل في الترتيب العام لتظفر في نهاية المطاف بتأشيرة المشاركة في كأس الكونفدرالية مسجلة بالمناسبة عودتها للمنافسة القارية بعد ست سنوات من الغياب. وكان "الكناري" يصارعون ما أجل ضمان البقاء إلى غاية الجولة ال 22 قبل أن يصعدوا عن جدارة و استحقاق على المنصة الشرفية, وكان بإمكانهم احتلال المركز الثاني في الترتيب العام النهائي لولا تعثرين في الجولتين الأخيرتين للموسم (هزيمة و تعادل). مولودية الجزائر تخيب و وفاق سطيف يتعثر وفي سجل الخيبات, اكتفت مولودية الجزائر التي تتوفر على ثاني ميزانية للرابطة الأولى (50 مليون دينار) بعد اتحاد الجزائر, باللعب للموسم الثاني على التوالي, ورقة البقاء. ولحسن حظها, أنهت الموسم بتتويجها بالكأس الثامنة لها حفظت لها ماء الوجه. أما حامل اللقب للموسم الماضي, وفاق سطيف فهو مهدد الموسم المقبل , ولأول مرة منذ عدة سنوات بالغياب عن الساحة الإفريقية, بعد اكتفائه بالمركز الخامس في الترتيب النهائي. ويبقى أمله الوحيد في مشاركة جديدة في المنافسة الإفريقية, هو التتويج بلقب رابطة الأبطال التي لا زال الوفاق حاضرا فيها و التي ستنطلق مرحلة المجموعتين في منتصف شهر يونيو. موسم كارثي لممثلي ولاية البليدة ولن ينسى رياضيو ولاية البليدة هذا الموسم بسهولة, بعد أن غادر اثنان من ممثليها ساحة الكبار و هما اتحاد البليدة و أمل الاربعاء الساقطين للرابطة الثانية. ولم يصمد الفريق الأول سوى موسم واحد مع أندية النخبة فيما غادر الثاني هذا القسم بعد قضائه لثلاثة مواسم حقق خلالها تاهلا تاريخيا لنهائي كأس الجزائر لطبعة "2014 - 2015". نفس المصير عرفته جمعية وهران التي تعود للقسم الأسفل بعد عامين فقط من صعودها. هذا المصير المؤسف ما فتئ تعرفه أحسن مدارس التكوين الكروية التي ستضطر على "محو كل شيء و استئناف العمل من جديد".