في إطار الجهود الدولية الرامية لحلحلة الأزمة المتواصلة باليمن انتقل الأمين العام للاممي المتحدة بان كي مون إلى الكويت في محاولة لدفع المشاورات السياسية اليمنية الجارية هناك والتي دخلت شهرها الثالث. فمنذ انطلاقها قبل 65 يوما لم تحقق المشاورات اليمنية الجارية بالكويت تقدما يذكر في ظل تمسك الأطراف المتحاورة بمواقفهم واستمرار الخلافات حول مؤسسة الرئاسة والترتيبات الأمنية والعسكرية. وذكرت مصادر ديبلوماسية بالكويت أن زيارة بان كي مون للكويت تأتي في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة لإقناع الأطراف اليمنية ب"تقديم تنازلات" من شأنها حلحلة الموقف والتقدم بالمشاورات . وتوقع مصادر ديبلوماسية أن يقدم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد خارطة طريق جديدة لحل الأزمة اليمنية بالتزامن مع تواجد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الكويت. وقد التقى بان كي مون أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم على آخر ما توصلت إليه مشاورات الأطراف اليمنية بشأن الحل السياسي حول النزاع الدائر في اليمن ومحاولة إنهاء الأزمة بالوسائل السلمية وصولا للحل التوافقي الذي يحقق الأمن والاستقرار لليمن . -خارطة طريق تعرض على طرفي الصراع وتوجه لتمديد فترة المشاورات فمن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة وفدي التفاوض اليمني عصر اليوم الأحد ويتوقع أن يتم طرح خريطة الطريق لتسوية الأزمة اليمنية خلال الاجتماع. وأفصح المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن الخطوط العريضة لخريطة الطريق خلال إحاطته لمجلس الأمن الأسبوع الماضي والتي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية ولجنة عسكرية تشرف على نزع أسلحة الميليشيات وانسحابها من المدن. وسيطلع الأمين العام خلال الجلسة على آخر ما توصلت إليه المباحثات وضرورة دفع طرفي المشاورات نحو الخروج باتفاق يضمن تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة. وكان وفد الحكومة اليمنية قد نفى التوصل إلى أي ترتيبات تخص خريطة الطريق وطالب بنزع أسلحة الميليشيات وانسحابها من المدن قبل تشكيل الحكومة. كما جدد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أن الحكومة مع السلام الدائم والعادل والحقيقي الذي لن يتحقق إلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والنقاط الخمس بما فيها الانسحاب من المدن وتسليم السلاح وعودة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي . من جهته يطالب وفد الحوثي وصالح بتشكيل الحكومة قبل نزع السلاح والانسحاب. وكشفت مصادر دبلوماسية لقناة "العربية" عن وجود توجه لتمديد المشاورات فترة شهرين إضافيين بهدف ردم فجوة الخلافات والتوصل إلى حل شامل يحظى بقبول الطرفين. وانطلقت مشاورات الكويت في 21 أبريل الماضي لأجل وقف الحرب وإحلال مساعي السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وما زال تشكيل الحكومة يقف حجر عثرة أمام تقدم المشاورات حيث يرفض وفد الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح مقترحا للانضمام إلى الحكومة الحالية التي يترأسها أحمد عبيد بن دغر ويطالبون بحكومة "توافقية جديدة" يكون شركاء فيها وتمتلك كافة الصلاحيات قبل الانتقال إلى مناقشة البنود الأخرى الموضوعة على قائمة جدول أعمال المشاورات.