إفتتحت يوم الجمعة فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي تحت إشراف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. وقد تمت مراسم افتتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية على مستوى المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران بحضور كوكبة من الممثلين العرب منهم أيمن زيدان من سوريا وداليا مصطفى من مصر ويوسف الخال من لبنانوالجزائري فوزي صايشي وغيرهم من الفنانين. كما عرف هذا الحفل حضور أيضا المجاهد ياسف سعدي الذي شارك في الفيلم الشهير "معركة الجزائر" للمخرج جيلو بونتيكورفو (1966). ويشهد هذا المهرجان الذي يتواصل الى غاية 27 يوليو الجاري مشاركة أعمال سينمائية ستتنافس على جوائز "الوهر الذهبي" والتي تمثل 14 بلدا عربيا. وبالنسبة للأفلام الطويلة فسيتسابق 12 عملا سينمائيا و12 فيلما لفئة الأفلام الصغيرة بينما تتنافس 10 أفلام وثائقية في اطار هذه التظاهرة التي ستعرف أيضا برمجة عروض أفلام خارج اطار المنافسة على غرار الفيلم الجزائري "عمر قتلاتو" بمناسبة مرور 40 سنة على انتاجه الى الجانب الفيلم السوري "أنا وأنت وأمي وأبي". وبالنسبة لفئة الأفلام الطويلة تشارك الجزائر بثلاثة أعمال من بينها "الطريق الى اسطنبول" لرشيد بوشارب بينما ينافس عمل جزائري وحيد ضمن باقة الأفلام القصيرة لهذه الطبعة وهو "قنديل البحر" لداميان أنوري وكذا بعملين في فئة الأفلام الوثائقية وهما "هواجس الممثل المنفرد بنفسه" لحميد بن عمرة و"في راسي رومبوان" (في رأسي ملتقى الطرق) لحسان فرحاني. ويتم أيضا برمجة عرض 10 أفلام جزائرية قصيرة في إطار ركن "بانوراما الأفلام القصيرة" وذلك ضمن "التجارب الفتية التي تستحق التشجيع" وفق ما أبرزته محافظة هذه الطبعة من المهرجان والتي يرأسها ابراهيم صديقي. كما يضم برنامج التظاهرة عدة نشاطات من بينها ملتقى حول موضوع "الأخر في السينما العربية" ومائدة مستديرة حول كتاب "السينما العربية" سينشطها السينمائي الجزائري أحمد بجاوي. وسيقام ايضا نقاش تكريمي بعنوان "يوسف شاهين... حكاية حب بين مصر والجزائر" وذلك بمناسبة مرور 40 عاما إنتاج فيلم "عودة الابن الضال" الى جانب تنظيم ورشة حول الاقتباس السينمائي من الأعمال الأدبية العالمية مع التركيز على الأديب العالمي وليام شكسبير بمناسبة إحياء الذكرى العالمية لمرور 400 سنة عن وفاته. مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي : تكريمات تليق بالكبار وازدانت الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي التي افتتحت سهرة يوم الجمعة بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بتكريم وجوه سينمائية جزائرية وعربية لامعة تركت بصماتها جلية في عالم الفن السابع. كما اكتسبت هذه الدورة التي افتتحت بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وكوكبة من الفنانين العرب والجزائريين طابعا مميزا بتخليد أعمال سينمائية صنعت مجد السينما العربية والعالمية و لم يأفل نجمها على الرغم من مرور سنوات عدة على إنتاجها أو عرضها بمختلف قاعات السينما حيث ستظل الذاكرة الشعبية وفية لها ومحافظة عليها. فيلم "معركة الجزائر"... الرسالة الخالدة وقد أحيا المهرجان هذه السنة الفيلم الخالد "معركة الجزائر" للمخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو (1966) الذي يروي كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استرجاع السيادة الوطنية مستمدا قصته من وقائع حقيقية دارت أساسا بحي "القصبة" بالجزائر العاصمة. وقد جاء التكريم بحضور المجاهد وأحد أبطال معركة الجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة ياسف سعدي والذي شارك في الفيلم. وقد عرف هذا العمل الذي يفضح قمع الاستعمار الفرنسي مقاطعة من قبل فرنسا التي رفضت عرضه في قاعات السينما رغم حصوله على عدة جوائز عالمية وعلى رأسها جائزة "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية (إيطاليا) سنة 1966 وجائزة النقد في مهرجان "كان" السينمائي بفرنسا في السنة ذاتها فضلا عن ترشيحه لجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار في 1967. وقد حقق شهرة كبيرة وصنف من طرف المجلة البريطانية "سايت أند صوند" التي تصدر عن المعهد البريطاني للأفلام من بين أفضل 50 فيلما سينمائيا في العالم الى جانب الكلاسيكات الخالدة للفن السابع. "عمر قتلاتو"... في الذكرى ال 40 لإنتاجه كما كرمت الطبعة التاسعة من هذه التظاهرة أيضا طاقم عمل الفيلم الرائع "عمر قتلاتو" للمخرج الجزائري مرزاق علواش بعد مرور 40 سنة من إنتاجه بحضور صاحب الدور الرئيسي (عمر) الممثل بوعلام بناني. وينقل الفيلم الذي سجل بصمته في خزانة السينما الجزائرية والعربية واقع الشباب في الجزائر العاصمة في السبعينيات من خلال قصة عمر وهو شاب جزائري موظف يعيش في شقة تغص بأفراد عائلته متعته في الحياة أن يجمع ويسمع مقطوعات موسيقية عربية وهندية يحتفي بها مع الأصدقاء و تكون بمثابة مصدر إلهامه وحتى أحلامه في الحب والرومانسية. وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا واستقطب جمهورا نظرا لقيمته الفنية وتصويره لواقع المجتمع والشباب في تلك الفترة. بعد 40 سنة... عودة الابن الضال كما حظي واحد من أروع أفلام المخرج المصري العالمي يوسف شاهين (1926-2008) "عودة الابن الضال" بتكريم خلال سهرة افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي حيث تسلمته نيابة عن طاقم الفيلم الفنانة المصرية القديرة صفية العمري. ويعتبر هذا العمل السينمائي الملحمي الذي قدم في 1976 و أدى أحد أدواره الممثل الجزائري الراحل سيدي علي كويرات ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. وتدور أحداثه حول علي الذي ترك عائلته وذهب يحقق أحلامه في مصر ولكنه وقع فريسة في يد من يستغل أحلامه في مشاريع وهمية فيدخل السجن وعندما يخرج منه يجد أخاه "طلبة" قد أخذ في يده موازين السلطة ويتحكم في عمال المصنع ولكن علي بعد مروره بهذه التجربة المريرة لا يستطيع تقديم العون لعمال المصنع برغم اعتمادهم عليه ووعوده لهم. وجرى تكريم أيضا المخرج السينمائي الجزائري أحمد راشدي تقديرا وعرفنا لمشواره الثري في عالم الفن السابع يعكس رصيد من الأعمال السينمائية الشهيرة سلطت الضوء أساسا على أحداث وشخصيات تاريخية للثورة التحريرية المظفرة على غرار "الأفيون والعصا" و"مصطفى بن بولعيد" و"كريم بلقاسم" و"العقيد لطفي" فضلا عن أفلام عديدة أخرى. كما تم تكريم بالمناسبة أيضا رئيس المجلس الشعبي لبلدية وهران نور الدين بوخاتم كشخصية ثقافية من عاصمة غرب البلاد. شكسبير... ملهم السينما العالمية وتحتفي الطبعة التاسعة من هذه التظاهرة بالذكرى ال 400 لرحيل الأديب العالمي والشاعر البريطاني ويليم شكسبير (1564-1616) حيث جرى التكريم بحضور مدير المعهد الثقافي البريطاني في الجزائر مارتن دولتري. وقد ألهم هذا الكاتب السينما العربية والعالمية وما تزال نصوصه تقدم أهم الأفلام إلى عشاق الفن السابع كما تؤكد موسوعة " غنيس " للأرقام القياسية أن الكاتب البريطاني الراحل وليم شيكسبير هو المؤلف الأول للسينما عبر التاريخ . ففي رصيد السينما العالمية أزيد من 410 افلام روائية طويلة وتلفزيونية مقتبسة من أعمال ونصوص هذا الكاتب الاسطورة بل تتجاوز حدود علاقة الشاشة مع ويليم شيكسبر ذلك الرقم بعشرات المرات إذا ما تم إحتساب جميع الأعمال السينمائية عبر العالم التي تناولت أجزاء من نصوصه.