إلتحق ما يزيد عن 8 ملايين تلميذ مسجلين في الأطوار التعليمية الثلاث اليوم الأحد بمقاعد الدراسة عبر المؤسسات التربوية الموزعة عبر التراب الوطني، حيث أعطيت إشارة إنطلاق هذا الموسم من ولاية النعامة من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت ووزير المجاهدين الطيب زيتوني. و كما جرت عليه العادة في كل دخول مدرسي، تابع التلاميذ الدرس النموذجي الذي حمل هذا الموسم عنوان " الذاكرة التاريخية الوطنية" والذي تناول رسالتي البطلين الشهيدين حسيبة بن بوعلي والعقيد لطفي. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أعربت وزيرة التربية الوطنية عن أملها في أن تكون هذه السنة الدراسية ناجحة "بكل المقاييس" بما يسمح بالإرتقاء بالمدرسة لتكون فضاءا لتفتح شخصية التلميذ وآفاقا لتحقيق نجاحه. وأكدت الوزيرة أن هذه السنة ستمنح الأولوية للبعد البيداغوجي الذي دارت حوله جل ندوات تقييم الإصلاح والذي تم ترجمته بإعادة كتابة البرامج التعليمية وإصدار كتب جديدة شرع فيها بصفة تدريجية والتي ستمس جميع المراحل في السنوات المقبلة بدءا من إعادة كتاب السنتين الثالثة والرابعة ابتدائي والثانية والثالثة متوسط في الموسم الدراسي المقبل. وقالت في هذا الصدد، أنه يجري التنسيق مع كافة القطاعات المعنية من أجل وضع برامج وكتب ذات بعد تاريخي وديني وأمازيغي بكل اللغات وبدعم خبراء ومؤسسات جزائرية. كما أكدت السيدة بن غبريت أن مصالحها تعمل على وضع إستراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية ومكافحة الرسوب المدرسي وهو عمل كان قد انطلق منذ أكثر من سنة بحيث شمل النتائج الوطنية للإمتحانات في ولايات الجنوب والشمال والهضاب العليا. وذكرت أن الوزارة تعمل خلال الموسم الدراسي على تثمين النشاطات الرياضية والثقافية والفنية من أجل تشجيع أشكال التعبير لدى الطفل وهو ما يعكسه رفع الحجم الساعي لحصة الرياضة من 45 دقيقة إلى ساعة أسبوعيا. أما بخصوص ملف اصلاح البكالوريا ،فأكدت أنه سيتم احالته على مجلس الوزراء، مشيرة إلى أخذ بعين الإعتبارالمقترح المتعلق بال فترة الزمنية للإمتحان (المرور من اجراء البكالوريا في خمسة ايام إلى ثلاثة ايام)، وكذا مبدأ إدراج المراقبة المستمرة في التقييم. وعلى المستوى الولائي التحق بولاية الجزائر، أكثر من 700 ألف تلميذ مسجلين في الأطوار التعليمية الثلاث (ابتدائي ومتوسط وثانوي) بمدارسهم ، وشكل الدخول المدرسي مناسبة وقفت فيها السلطات المحلية عند العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الحدث. أما بولايات الجنوب فقد التحق ما يزيد عن 800.000 تلميذا بمقاعد الدراسة المتوفرة على مستوى أكثر من 2.600 مؤسسة تعليمية عبر مجموع ولايات جنوب البلاد. وعلى سبيل المثال، تحصي ولاية النعامة ما لا يقل عن 56.064 متمدرسا مسجلا في جميع الأطوار التعليمية من ضمنهم 27.875 تلميذا في الطور الإبتدائي موزعين عبر128 مدرسة إبتدائية والذين يضاف إليهم 2.808 مسجلا في الأقسام التحضيرية و 17.087 متمدرسا في مرحلة التعليم المتوسط عبر 44 متوسطة و كذا 8.294 تلميذا في الطور الثانوي على مستوى 23 ثانوية تعدها الولاية. وبولاية وهران تميز الدخول المدرسي بدعم الصحة المدرسية بالولاية ،بفتح ثلاث وحدات مرجعية ومتخصصة للكشف والمتابعة الطبية للتلاميذ ويتعلق الأمر بأمراض العيون وطب الأطفال والأمراض الصدرية والأنف والأذن والحنجرة والأسنان. وبصورة إجمالية، تشيرالأرقام الخاصة بالمستوى الوطني على أن الموسم الحالي تميز بتدعيم الأطوار التعليمية الثلاثة، سواء فيما تعلق بالتأطير أو الهياكل القاعدية، حيث بلغ عدد الأساتذة 459.10 أستاذ، منهم 4.878 من خريجي المدارس العليا و28.075 أستاذ جديد. وعن حظيرة الهياكل القاعدية فقد قدرت ب 26.488 مؤسسة تربوية منها 146 جديدة، إضافة إلى 14.427 مطعم مدرسي. وتتميز السنة الدراسية الحالية بالشروع في تطبيق مناهج الجيل الثاني بالنسبة للسنة الأولى و الثانية ابتدائي والسنة الأولى متوسط . كما تتميز بمواصلة توسيع التعليم التحضيري الذي شرع فيه السنة الماضية ،وكذا مواصلة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية لينتقل تدريسها إلى 34 ولاية، فضلا عن عقلنة تسيير الزمن المدرسي من خلال تطبيق 32 أسبوعا على الأقل من النشاط الفعلي مع ترقية شعب الرياضيات و التقني-رياضي.