يحيي العالم بعد غد الاربعاء "اليوم الدولي للسلام" تحت شعار أهداف التنمية المستدامة: بناء أحجار أساس من أجل السلام، حيث يركز الاحتفال هذا العام علي أن أهداف التنمية المستدامة كجزء لا يتجزأ من تحقيق السلام والارتباط الوثيق بين التنمية والسلام . "اليوم الدولي للسلام"أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما مكرسا لتعزيز مثل و قيم السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها وذلك باعتمادها القرار 67/ 36 في عام 1981 ليكون متزامنا مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة التي تعقد كل سنة في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر. وبعد 20 عاما حددت الجمعية العامة في القرار 282/55 عام 2001 يوم 21 سبتمبر تاريخا للاحتفال بالمناسبة سنويا كيوم لوقف إطلاق النار عالميا وعدم العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله. - رسالة بان كي مون في هذا اليوم:السلام لايعني القاء السلاح فحسب بل بناء مجتمعات مزدهرة- فقد أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إلى أن كلا من الأهداف الإنمائية المستدامة العالمية الجديدة التي اعتمدتها 193 دولة قبل عام هي "لبنات لإرساء السلام". وأضاف بان كي مون أثناء فعالية "قرع جرس السلام " في حديقة السلام بمقر الأممالمتحدة بمناسبة اليوم الدولي للسلام " ندعو المقاتلين في جميع أنحاء العالم لإلقاء أسلحتهم والالتزام بيوم واحد من وقف إطلاق النار وعدم العنف..إن السلام لا يتعلق فقط بإلقاء الأسلحة بل وأيضا ببناء مجتمعات يتقاسم فيها الناس فوائد الازدهار على كوكب سليم. وتابع أن هذا العمل البسيط والرمزي يعيدنا إلى أصول للأمم المتحدة والبحث عن سلام دائم ومستمر.. إن النزاعات في جميع أنحاء العالم تجبر العائلات على ترك منازلها وتحرم الأطفال من التعليم وتخضع الناس لسوء المعاملة والاستغلال . وذكر أن موضوع هذا العام يسلط الضوء على الأهداف الإنمائية المستدامة كونها لبنات أساسية في بناء السلام وأن التنمية المستدامة أمر ضروري من أجل سلام دائم وكلاهما يعتمد على احترام حقوق الإنسان وأن كل واحد منا يمكن أن يكون من دعاة التنمية المستدامة. "عندما يشعر الناس بالأمان في قدراتهم على إعالة أسرهم وعندما تتاح لهم سبل الوصول إلى الموارد التي يحتاجون إليها للتمتع بأنماط عيش صحية وعندما يشعرون أنهم مندمجون حقا في مجتمعاتهم فإنهم يكونون حينئذ أقل عرضة للانخراط في نزاعات" يضيف الامين العام الأممي في هذه المناسبة. وطالب في هذا السياق بحشد الموارد المالية وتطوير التكنولوجيا ونقلها وبناء القدرات والشراكات. فلكل طرف مصلحة يجنيها ولكل طرف إسهام يؤديه وقال "نحن اليوم نجدد تعهدنا ببذل كل ما في وسعنا لمنحهم الأمل في مستقبل أفضل". تجدر الإشارة هنا الى ان التقرير السنوي ال 10 لمؤشر السلام العالمي الذي يقوم على فكرة تجميع المعلومات من الدول المختلفة والتي تشمل إحصائيات وأرقام عن السلام والعنف في كل دولة يتم تحليلها إحصائيا وإعلان ترتيب كل بلد في هذا الصدد اكد أن تكلفة الإرهاب بلغت عام 2015 حوالي 13.6 تريليون دولار أمريكي وهو ما يعادل 11 ضعفا لحجم الاستثمارات العالمية في العام نفسه. كما أن مقدار الخسائر الناتجة عن النزاعات بلغت 742 مليار دولار ويقدر إنفاق الدول على الأمن الداخلي ب4.2 تريليون دولار في حين وصل الإنفاق العسكري لدول العالم إلى 6.2 تريليون دولار. كما أبرز تقرير المؤشر أن تكاليف العنف أصبحت تعادل 13.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أو ما يعادل إنفاق كل فرد في العالم حوالي 1.876 ألف دولار سنويا من أجل العنف في عام 2016. وقدرت الأممالمتحدة أنها ستنفق 8 مليارات دولار على عمليات حفظ السلام هذا العام أي أكثر من عام 2015 بمقدار 17 بالمئة وتشير التقديرات إلى أن المبالغ المنفقة على إعادة الإعمار وحفظ السلام قليلة بالمقارنة مع الآثار الاقتصادية للعنف وأن هذا المبلغ لا يناهز سوى 2بالمئة من إجمالي الخسائر العالمية الناجمة عن الصراع المسلح. وأعلن التقرير أن الإرهاب العالمي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق وأعداد الوفيات إثر المعارك والصراع وصلت الى أعلى مستوياتها منذ 25 عاما ناهيك عن مشكلة اللاجئين والنازحين الذين وصلت أعدادهم لمستوى لم يشهده العالم منذ 60 عاما. وكان شعار الاحتفالات بالذكرى لإحياء هذا اليوم عام 2011 "السلام والديمقراطية: أبلغ صوتك" و"سلام مستدام لمستقبل مستدام" لعام 2012 "التعليم من اجل السلام " شعار احتفالات عام 2013 " حق الشعوب في السلم" للعام من بعده أما سنة 2015 فقد أدرجت تحت عنوان "الشراكة من اجل السلام حياة كريمة للجميع".