أشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشير اليوم الاثنين بباريس "بحكمة" رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و "تصوره لأمور الدولة" و "درايته" بكل الملفات. و في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى الجزائري الفرنسي الأول الرفيع المستوى بين مجلس الأمة و مجلس الشيوخ الفرنسي أكد السيد لارشير "لقد كان للوفد الذي ترأسته منذ سنة بالجزائر العاصمة شرف التحادث مع الرئيس بوتفليقة بحيث استحسنت حكمة الرئيس بوتفليقة و تصوره لأمور الدولة و كذا إلمامه بكل الملفات بفضل خبرته وحنكته المتميزة حيال الأوضاع". و اغتنم المسؤول الفرنسي هذه المناسبة ليؤكد مجددا أن العلاقات بين الجزائر و فرنسا "ليست رهينة التوجهات الحزبية أو الأغلبيات الحاكمة" بل "تتجاوز كل الخلافات السياسية". و أردف قائلا "إن العلاقات مع الجزائر ليست مسألة يمين أو وسط أو يسار! و اجتماع اليوم لدليل على ذلك". و قال "أنه لا يمكن أن توجد في فرنسا أيا كانت نتائج الانتخابات القادمة سلطة لا ترغب في إقامة علاقات تعاون وطيدة مع الجزائر في أطار حوار مكثف و جدي في نفس الوقت". و أشار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى أن الغرفتين العليتين للبلدين تعتبر في المشهد المؤسساتي "الخاص بها" عنصر "وسيط" للتوترات السياسية. و أعرب من جهة أخرى عن قناعته بأن الجزائر و فرنسا بإمكانهما بفضل تنوع مؤسساتهما مواصلة العمل سويا و عليهما ذلك لمواجهة الإرهاب و الرهانات الاقتصادية و التنموية" مضيفا أنه "بإمكاننا أن نجد مع الجزائر التي عانت من ويلات التطرف الإسلاموي حلولا لتجاوز التهديد الإرهابي". و اعتبر في هذا السياق أن الرد الأمني "ضروري" لكنه "غير كافي". وقال أن كل "الردود الأمنية ليست مناسبة. يجب تحديد الشروط التي تضمن نجاعتها لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتدخلات الأجنبية. أنا من ضمن الذين يعتقدون بأنه من الضروري تدعيم الدول لأن الارهاب ينتشر في دول ضعيفة" مشيرا إلى أن الطرفين سيتطرقان خلال المنتدى إلى ضرورة التعاون و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية وكذا المواطنة للتغلب بشكل مستديم على كافة أشكال التطرف". وأكد أن "الجزائر التي عاشت خلال التسعينات +عشرية سوداء+ لم تع فرنسا حينها رهاناتها يمكنها تثمين كيفية وصولها إلى رفع تحديات الارهاب و كيفية مساعدتها لبلدان أخرى على مواجهته". وعلى المستوى الاقتصادي أوضح رئيس مجلس الشيوخ أن "فرنسا اقترحت على الجزائر شراكة اقتصادية وآفاقا لتنمية مشتركة على المدى الطويل و التي القليل من منافسيها المتعطشين للربح الفوري واستغلال الموارد بدون مقابل يبدو قادرا على اتاحتها". وأضاف أن العلاقات القائمة بين الجزائر و فرنسا متميزة و فريدة من نوعها.